لاح المنتخب الاسترالي محدود الامكانيات الفنية لكن قوة لاعبيه كانت في تحركهم المستمر بالكرة ودون كرة فقد كانوا يقظين ومندفعين رغم أنهم لم يعتمدوا تكتيكا محددا وواضح المعالم. أما المنتخب التونسي فقد غابت عنه الأوتوماتيكية وفوجئنا بعدم اعتماد الاطار الفني على لاعبي وسط ميدان ذوي نزعة هجومية فلا صانع ألعاب ولا عمل هجومي مركز في وسط الميدان وهذا يطرح نقطة استفهام. فالكرة التونسية تعج بالفنيات وبها أكثر من صانع ألعاب ولا ندري ان كان معلول والعبيدي قد عجزا عن ايجاده!!! وانظروا كيف تغيرت الأمور عندما غير لاعب وسط دفاعي بلاعب وسط هجومي فدخول تراوي مكان بن يحيى وفر حلولا إضافية وساهم في ايجاد الثغرة في دفاع المنافس. وحتى خالد المولهي فإنه لم يقم بعمل كبير ومن الخطأ اعتباره صانع ألعاب إذ لا يعقل أن يعجز صانع الألعاب عن صنع ولو تمريرة حاسمة واحدة طوال اللقاء. وسط ميدان المنتخب التونسي لم يضغط على المنافس ولم يصنع اللعب وبالتالي كان غائبا دفاعيا وهجوميا وحتى التوزيعات فلم تكن صائبة باستثناء توزيعات محمد الجديدي. الجهة اليسرى للمنتخب كانت ميتة قبل دخول العياري ولا ندري لماذا عوّل العبيدي ومعلول على اللاعب زياد البحايري الذي لاح في كل المناسبات محدود الامكانات فلا مساندة هجومية ولا تدخلات صائبة ولا توزيعات وحتى وجود كلايتن على الرواق الأيسر لم يقدم الاضافة. وما أثار انتباهي هو أنه عند تنفيذ التماس لا يتحرك الظهير وقد رأينا كيف أن محمد الجديدي ينفذ التماس بمفرده كما رأينا علي الزيتوني يعود إلى الدفاع وينقذ الموقف خاصة في الكرات الثابتة ولست أدري ماذا يفعل المدافعون وخاصة كريم حقي الذي انتظرنا أن ينزل بعقلية متطورة بما أنه أصبح محترفا لكننا لم نره على الميدان بل كان لاعبا عاديا جدا وحتى عند قبول الهدف فقد كان مشاركا في الهفوة حيث ترك هو والبحايري الحرية للاعب الأسترالي. النقطتان المضيئتان في اللقاء كانت دون شك علي الزيتوني ومحمد الجديدي فقد تحمل هذا الثنائي المسؤولية وفعلا كل شيء وكانا أفضل لاعبين على الميدان. الجديدي قدم الاضافة بخبرته وسرعته وفنياته ونضجه وعطائه الغزير. والزيتوني سجل وتواجد في كل شبر من الميدان. فلو قدم كل اللاعبين ما قدمه الزيتوني والجديدي لفاز المنتخب بفارق عريض. كان في الامكان الخروج بنقاط الفوز خاصة في الشوط الثاني عندما قام الاطار الفني بالتغييرات اللازمة خاصة باقحام تراوي مكان بن يحيى والعياري مكان البحايري فكان من الأفضل النزول من البداية بتشكيلة الشوط الثاني خاصة وان المنافس لاح عاديا ولا يشكل أي خطر وقد رأيناه طوال المباراة لا يخلق أي فرصة والفرصة الوحيدة التي خلقها سجلها. في كلمة المنتخب الأولمبي التونسي في حاجة إلى من يصنع اللعب لا إلى مدافعين.