لم تكن سهرة ليلة البارحة بالمسرح الأثري بمدينة سبيطلة عادية بل كانت متميزة على جميع المستويات حيث احتضن مهرجان العبادلة سهرة عربية أردنية كانت في غاية من الجمال ليثبت هذا المهرجان مدى تفتحه على المحيط العربي. فرقة المحافظة على التراث بالمملكة الأردنية الهاشمية التي أثثت ليلة من ليالي مهرجان سبيطلة كان عناصرها في غاية من الفرح بتناغم الجمهور الغفير الذي خصت به مدارج المسرح الأثري معهم مما جعل بعض أفراد الفرقة يظن نفسه في مسرح قرطاج عندما صرّح بأن لسبيطلة مسرح قرطاج ثانيا. مما أوحى للأردنيين بالسؤال عن تاريخ مدينة سبيطلة وآثارها وحضارتها فامتزج الغناء بالتاريخ والحضارة ورقص الجمهور على الدبكة الاردنية خاصة وأنه متعطش لمثل هذه السهرات التي غابت عن جهة القصرين في السنوات الماضية وليثبت مهرجان العبادلة أنه قادر على جلب أمهر الفرق العربية خاصة وأنه نجح تنظيميا وجماهيريا الى حد الآن وذلك بفضل هيئة شابة آمنت بالعمل والنجاح، أفلا يشفع هذا النجاح لهذا المهرجان حتى يصبح دوليا؟ فهو يمتلك مسرحا أثريا تتجاوز طاقة استيعابه 5 آلاف متفرج ويمتلك قاعدة جماهيرية من كافة أرجاء الولاية والولايات المتجاورة على أنه انتصب في مدينة يشهد لها التاريخ بعظمتها ألا وهي مدينة سبيطلة.