نجح المدرب العربي الزواوي بحرفية كبيرة في قيادة النادي البنزرتي لإنهاء الموسم الرياضي المنقضي في المرتبة الرابعة وأرسى دعائم فريق شاب وموهوب لا يتجاوز معدل أعماره 20 ربيعا ومع ذلك فقد أحرج «الكبار» بما في ذلك بطل تونس الترجي... هذا النجاح الباهر مع فريق الشمال جعلت هيئة الترجي لا تتردد لحظة واحدة في الاتصال بالعربي الزواوي قصد التحاقه بالإدارة الفنية للأصفر والأحمر وهو الذي يحمل في جرابه خبرة السنوات ويحظى باحترام خاص داخل حديقة المرحوم حسان بلخوجة بعد السنوات الأربع التي قضاها الزواوي في أحضان الترجي... ولكنه فاجأ الجميع في بحر هذا الأسبوع عندما تعاقد مع فريق السويحلي الليبي وهو ما أثار الدهشة في صفوف العائلة الترجية... «الشروق» تحدثت إلى العربي الزواوي بمجرد عودته من ليبيا فأكد ما يلي: «لقد تعاقدت بصفة رسمية مع فريق السويحلي الليبي لموسم واحد وأعترف أن هذا القرار لم يكن اختيارا نابعا عن قناعاتي الشخصية أو بحثا عن المال كما قد يعتقد بعضهم وإنما قررت تغيير الأجواء التي تعكرت كثيرا خلال المرحلة الأخيرة من مشوار البطولة الوطنية عندما عمد بعضهم إلى توجيه الشارع الرياضي في بنزرت ضد شخصي وحاول بعضهم أن يوهم الناس بأن النادي البنزرتي بإمكانه رفع لقب البطولة.. لذلك غادرت الفريق بعد أن ساهمت في نجاحه... وأريد أن أؤكد أن عشقي للنادي البنزرتي كان وراء خروجي من بنزرت... وفي الوقت نفسه اتصل بي السيد حمدي المدب رئيس الترجي وكان ذلك في شهر ماي الماضي واتفقنا على أن أن أتولى خطة معينة يمكن أن نطلق عليها اسم «الوسيط بين ما هو إداري ورياضي» وجهزت لهذه المهمة برنامجا خاصا ورائدا لتطبيقه صلب الترجي وقد وافقت على العمل في هذا الفريق دون سواه لاقتناعي الراسخ بتوفر جملة من الإمكانات وذلك وفق خصوصيات هذا النادي ويرتكز هذا المشروع الرائد على ثلاثة محاور أساسية أما الأول فيتعلق بالتكوين العام والأكاديمي... والثاني خاص بالإدارة ويعنى المحور الثالث بالانتدابات والإطار الفني والطبي... وهو برنامج يسهل عمل المدرب الذي سيكتفي بالجانب الفني فحسب والحقيقة أنني كنت على يقين بأن هذا البرنامج لن يرى النور إلا صلب الترجي... ولكن في المقابل وبعد الاتفاق الحاصل بيننا لم يتصل بي مسؤولو الترجي مرّة ثانية ربما لأنهم قرروا تأجيل البرنامج برمته.. وهو ما جعلني أتعاقد مع الفريق الليبي خاصة بعد أن أهدرت الكثير من الوقت خلال الآونة الأخيرة.. ومع ذلك قد ألتحق بفريق الترجي وأنفذ هذا البرنامج في وقت لاحق مع أنني أجهل سبب هذا التأجيل... أما الآن فأتمنى النجاح في الدوري الليبي وأود مشاهدة النادي البنزرتي وهو يواصل مشواره بثبات خلال الموسم الحالي وبالنسبة الى الإدارة الفنية صلب الجامعة التونسية لكرة القدم فلا بدّ من منح الفرصة للكفاءات التونسية التي لم يسبق لها أن خاضت سابقا هذه المهمة وأعتقد أن مجرد التفكير في التعاقد مع مدير فني أجنبي سيكون بمثابة الإساءة للكرة التونسية».