حذر محللون أمس من تصاعد التوتر في لبنان في المرحلة المقبلة على خلفية تأكيد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة التي تنظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري سيتهم عناصر «غير منضبطة» في الحزب، وذهب بعض السياسيين الى التحذير من موجة تفجيرات طائفية تجتاح البلد. وقال مدير مركز «كارنيغي» للشرق الاوسط في بيروت بول سالم ان «الوضع الجديد مثير جدا للقلق». وأضاف ان «حزب الله في موقف حرج (...) فإذا تحركت الامور في اتجاه السلام في المنطقة، سيواجه مشكلة، واذا سارت في اتجاه الحرب، فانه سيواجه مشكلة ايضا. والامر كذلك كلما اقتربت المحكمة» من إصدار القرار الظني. الانزلاق... ونموذج العراق ورأى رئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية اسامة صفا ان اعلان نصر الله المفاجىء يضع لبنان امام احتمالين، اما الانزلاق في دوامة عنف جديدة واما تفاديها. وقال صفا «البلاد قد تسير نحو المواجهة، وقد تتجه ايضا نحو احتواء هذه المسألة لان ذلك من مصلحة كل الاطراف». واعتبرت صحف لبنانية ان «هجوم» حزب الله يؤكد ان «الحزب مستعد للذهاب حتى اقصى الحدود والى ما بعد كل التوقعات (...) وبالتالي فهو يتصرف على قاعدة ان معركة المحكمة بالنسبة اليه هي معركة حياة او موت». وكان الامين العام لحزب الله قال مساء أمس الاول انه «تم ادخال لبنان في مرحلة حساسة جدا (...) من باب المحكمة الدولية»، معتبرا ان «البلد لا يحمل اللعب». وحذرت صحيفة «السفير» من ردود الفعل على احتمال اتهام «حزب الله» ونقلت عن مصدر سياسي واسع الاطلاع قوله ان «الخشية هي من تسرب نموذج العراق «بحيث تنتقل عدوى التفجيرات والعمليات الارهابية، على اساس مذهبي، من العراق الى لبنان». من جهتها، رأت صحيفة النهار ان «المواقف الجديدة التي اتخذها» نصر الله «لم تخفف من وطأة الواقع المشدود والمأزوم الذي نشأ عقب القائه الخطاب» الاسبوع الماضي الذي قال فيه ان «الاسرائيليين يراهنون على مشروع اسرائيلي آخر اسمه المحكمة الدولية يحضرون له في الاشهر المقبلة». وذكرت ان الامين العام لحزب الله عمد الى «تفنيد مزيد من المواقف من ملف القرار الظني (...) بنبرة اكثر هدوءا من خطابه السابق ولكن بمضمون تفصيلي اكثر تشددا». ونقلت الصحيفة عن «مصادر» قولها ان «الحزب يظهر اقتناعا بان هناك هجوما يستهدفه في حين ان ما قام به حتى الآن ليس هجوما استباقيا ولا وقائيا بل هو موقف دفاعي بعدما استشعر خطرا محدقا به». وتحدثت «النهار» عن تبعات للسجال الحالي حول المحكمة الدولية معتبرة ان «الامن عاد ليشكل هاجسا يقلق اللبنانيين (...) سببه وجود سلاح خارج الدولة»، في اشارة الى سلاح حزب الله. واعتبرت انه «لا مجال الى وجود هذا السلاح لقيام الدولة القوية القادرة على المواجهة والتصدي لكل حادث مخل بالامن وحماية جميع اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومذاهبهم بحيث لا يتكرر ما حدث في 7 ماي 2008». عين على الشارع وشددت صحيفة الاخبار على ان «حزب الله يرصد ما يجري حوله في الداخل اللبناني تماما كما يعد سكنات الجنود الاسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود»، في اشارة ربما الى نزاع محتمل مع اسرائيل. وذكرت ان عين الحزب الشيعي «على الشارع الذي قد يتحرك في وجهها، وتحديدا الشارع السني الذي يمكن ان تخرج منه الفتنة مجددا». وأوضحت رغم ذلك ان «هذا التهديد الذي يعني امكانية تفجير مصلّى في الضاحية (معقل حزب الله) او اعتداء على قوات «اليونيفيل» او مهاجمة مستشفى ما في منطقة سكنية شيعية مكتظة في بيروت، يشير الى انعدام قدرة على استعادة اجواء التوتر العامة، وامكانية استخدام بعض القوى الجهادية المخترقة لتفجير الوضع».