12 سهرة احتضنها مسرح قرطاج الأثري. منذ انطلاق الدورة 46 من هذا المهرجان الدولي.. سهرات تنوّعت مضامينها واختلفت عناوينها والتقت غاياتها في شدّ أكثر عدد ممكن من الجمهور.. «حل البيبان» لنبيهة كراولي، «يصطادو» لنجاة عطية، «مازيكا» لمقداد السهيلي. هذه العروض الى جانب العروض العربية والأجنبية لم يفلح واحد منها في ملء مدارج قرطاج. فجلّ الحفلات تقريبا لم يتجاوز عدد جمهورها ال4 آلاف باستثناء حفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي الذي بلغ عدد جمهورها ال9 آلاف تقريبا، لكن هي الأخرى لم تحقق النجاح الجماهيري الكبير.. هذه البداية المرهقة للدورة 46 من مهرجان قرطاج الدولي مردها برمجة العروض التونسية بطريقة متتالية خاصة وأن هؤلاء الفنانين التونسيين كانوا في حالة سبات وغياب عن الجمهور والساحة، وفجأة نجدهم على مسرح قرطاج.. فكيف سيحققون النجاح الجماهيري والجمهور نسيهم أصلا. كان على إدارة مهرجان قرطاج أن تضع حسابا لهذا وأن تنطلق بعروض فنية متوقع لها النجاح الفني والجماهيري على غرار صابر الرباعي وزياد غرسة ولطفي بوشناق الذين تمت برمجتهم تقريبا في الجزء الثاني من المهرجان، أي في شهر أوت. لكن للأسف المثل التونسي يقول: «العشاء الباهي يظهر من أفاحو». وهذه الدورة 46 من مهرجان قرطاج أظهرت الخيبة منذ البداية على أمل عودة الجمهور للحفلات الجادة والممتعة في بقية السهرات.. لعلّ هذه الدورة تنقذ ما تبقى من ليال على هضاب قرطاج العريق الذي أتحفنا السنة الماضية بأروع السهرات وأمتع الأصوات.. وتمنينا لو أن هذه الدورة نسجت على منوال الدورة التي سبقتها..