الشأن العام والإعلام ومشاغل الناس في فكر الرئيس بن علي مرّة أخرى يُعطي الرئيس زين العابدين بن علي دليلا قاطعا على رؤية ثاقبة ومتبصّرة حيال ما يشغل الرأي العام ويقرّ بإرادة ثابتة مبادرة جديدة تدعم مزيد الاقتراب من مشاغل الناس على اختلاف انتماءاتهم المهنية والقطاعية والاجتماعية ونقل الصورة التي عليها مختلف مجالات الشأن العام وواقع البلاد من حيث مسؤوليات السادة الوزراء والقضايا والملفات العالقة بما سيُسهمُ في توفير المعلومات الضروريّة ويُعزّز التوجّه الّذي بدا واضحا منذ فترة في الانفتاح الحقيقي على معوّقات الحياة وتحدياتها وعراقيلها ومنح الإعلام والمشتغلين به هوامش جديدة في تعاطيهم مع ما يشغل المواطنين ويُثري انتاجاتهم ويمكّنهم من استعادة روابط الثقة والاطمئنان والتواصل المطلوب مع المشاهدين والمستمعين والقراء. إنّها مُراكمة جديدة على درب إنارة الرأي العام حول مختلف القضايا والملفات وتوسيع دائرة المواكبة الإعلامية للشأن العام ، ففي مناسبات سابقة أسدى السيّد الرئيس تعليمات واضحة ودقيقة وحازمة لكي تضطلع الوزارات والمصالح الإداريّة بمسؤولياتها على أفضل وجه في قبول المواطنين والسعي إلى فضّ ملفاتهم العالقة وقضاياهم اليومية ومشاغلهم المستجدّة بالسرعة والنجاعة المطلوبة وأوضح سيادته حينها أنّ الوزير مسؤول عن قطاع اهتمامه وعن سيره من مختلف الزوايا والأركان مقرّا أن تكون مكاتب العلاقات مع المواطنين مرتبطة مباشرة بالوزير ، وكم سُعد حينها الناس واستبشروا ومنهم من جعل كلمة الرئيس حينها وثيقة في جيبه وحجّة بين يديه لمُحاججة البيروقراطية الإدارية والتعطيل والروتينية ومُكافحة هضم الحقوق ومختلف أنواع الضيم وفتح الأبواب المُغلقة وملء الكراسي الفارغة وتنشيط المكاتب التي كثيرا ما لفّها الظلام والسكون والسكينة. وهذه المرّة ، يأذن رئيس الدولة برسم صورة جديدة وجليّة ومشهد متطوّر قوامُهُ لقاءات دورية تجمع الوزراء بمختلف الأطراف ذات العلاقة بمجالات اختصاصهم في حوارات صريحة ومفتوحة تتولى بثها التلفزة الوطنية، وذلك توفيرا للمعلومات الشاملة والدقيقة، وللاستماع لشواغل المهتمين والمعنيين بكل القطاعات والإجابة عن استفساراتهم. إنّ منطق التهرّب من تقديم المعلومة الشفّافة والدقيقة والإجابة عن استفسارات الناس أو الادعاء بأنّ هذا الملف أو ذاك ليس من اختصاص هذه الوزارة أو تلك أو منطق «الأبواب المغلقة» قد ولّيا وانتهيا لأنّهما ، أي هذا المنطق وهذا الإدعاء، شيئان سلبيان مُحبطان للعزائم مُوصدان الباب أمام المبادرة والفعل والانجاز مُضيعان فرصا لا حدّ لها للإنتاج والتنمية والاستثمار واستحداث مواطن الشغل وتحقيق الرزق لكثير من الناس ، إنّهما شيئان أكثر عواقبهما تعطيل شؤون الناس وحجب هوامش ومجالات لمزيد تطوير واقع البلاد. فمع هذه اللقاءات التلفزية الدورية المباشرة ستنفتحُ العديد من الحقائق وستتوفّر معلومات هامة وسيتحقّق لكثير من المواطنين ما يشفي غليلهم ويوضّح لهم مآل العديد من المسائل ومعها أيضا سيتحفّز الإعلام ، وخاصة المرئي منه، من أجل فعل جديد أكثر تعبيرا عن عيش الناس وظروف حياتهم وأكثر تفاعُلا مع احتياجاتهم وأكثر منفّذا ومحقّقا لتطلعاتهم ورغباتهم..وليس إلاّ الإعلام بوسعه فعل كلّ ذلك الحراك المأمول والمرغوب فيه. وهكذا هو الشأن العام في نظر الرئيس بن علي جلي لا حواجز ولا محظورات ولا محرّمات وسطهُ إلاّ ما يضرّ بالثوابت والقيم المجتمعيّة ويُعيق سير الحياة العادي ، شأن عام منفتح على كلّ المعلومات والمعطيات والبيانات والمؤشرات دون صنصرة أو مقص للرقابة أو حجب أو تعتيم. وهكذا هو الإعلام والاتصال في فكر الرئيس بن علي وسيطا لتحقيق التواصل بين المسؤول والمواطن ومنارة للتعبير الحر والواعي والنقل الشفاف والموضوعي لهموم الناس ومشاغلهم وقضاياهم وفي ذلك ترابط مع ما أكّده السيّد الرئيس نفسه في وقت سابق من أنّ الإعلام الحقيقي هو ذلك الإعلام الّذي يتحمّلُ مسؤولياتهم في إنارة الرأي العام وخدمة التنمية في البلاد. إنّها محطّة جديدة على درب توفير مستلزمات رفع التحديات وكسب الرهانات العالقة في طريق لحاق بلادنا بمصاف الدول المتقدّمة.