[email protected] هاتفني أمس أحد القراء ولم أسأله حتى عن اسمه ل «يفوح في» بعد ان فاحت من فمه كلمات الحق والصدق التي نحتاجها جميعا لنصلح اخطاءنا... أما محور الحديث فكان حول البطلة التونسية الصاعدة والمتلألئة في سماء «رولان غاروس» أنس جابر التي ترشحت الى الدور النهائي في هذه الدورة العالمية وصفق لها كل من شاهدها تشق درب الابداع وتحصد الانتصارات حتى انها الوحيدة الى جانب الكبير «نادال» التي انتصرت دون الالتجاء الى أشواط فاصلة. «أنس» صغيرة لم تتعد بعد الخامسة عشرة تلعب اليوم الدور النهائي لشبان رولان غاروس وهي فرصة لنشد على يديها ونصفق لها وندعمها ولو بالقلب وهو اضعف الايمان لتحقق حلما راودها منذ عشر سنوات عندما قالت «سأفوز بدورة رولان غاروس»... وهي ايضا فرصة لنكفر جميعا عن ذنب اقترفناه في حقها عندما تركناها في هذا الخضم العالمي وتلهينا بتصيد اخبار لاعبين ما هم بلاعبين الا بأعصاب المتفرجين. أخلاق مسؤولة... في مثل هذا الوقت من كل عام تتفتح أيامنا على مشاكل المسؤولين التي تأتي مباشرة بعد «كوارث» اللاعبين وكأنه كتب علينا ان نعيش لنحتمل عبث الاثنين... فهذا مسؤول يتخيل انه «فرعون» زمانه يهدد كل من يقول له لا.... وهذا مسؤول يهدد المتمعشين من وجوده بالاستقالة مع كل وجبة غداء... وهذا مسؤول يطلب من العاملين معه الصيد في كل الأماكن عابثا بكل مواثيق الرياضة... وهذا مسؤول شعاره الأول والاخير «التحرش» بلاعبي الفرق الاخرى وخرق اخلاقيات التعامل الحضارية بين الجمعيات الرياضية... وهذا مسؤول هوايته الوحيدة اصطياد «البراعم» وتحويلها الى معتقلات الكرة بدعوى التكوين... كلهم جهابذة عند الحديث عن الاخلاق أما افعالهم فتفوح منها دوما رائحة الانفاق... ... وجاء «العتروس» في كل عام يتصاعد فيه دخان المشاكل في حديقة الافريقي الا وتتناقل فيه الألسن اسم جمال العتروس كحل منقذ للأمور حتى اصبح فيه الرجل «رئيسا» بلا كرسي رئاسة... وها أن الايام تنصفه ليعتلي هذا المقام الكبير ويحقق حلم الجمهور... والسؤال المطروح هل سيصمد جمال العتروس في وجه العواصف ويبلغ بالافريقي شاطئ الأمان أم أنه سيطلق صفارات الانذار منذ البداية مثلما فعل غيره بعد ان يتأكد من الفرق الكبير بين خدمة الافريقي احترافا وخدمته هواية... أين هم؟ مع كل موسم كروي تتخاطف الاندية اللاعبين الذي برزوا في أنديتهم وتدفع لهم ما يغريهم بفراق امهاتهم... وينتظر الجمهور الاضافة بعد الضيافة الا أنها تكون ابرز الغائبين فينطفئ نجم هذا اللاعب وذاك وتموت أحلامهم في المهد بعد ان أخطأوا طريق المجد... فأين لشخم.... وأين البولعابي وأين عبد الرحمان بعبورة... وأين حمزة الباغولي... وغيرهم كثير... ليتنا تركناهم يتلمسون طرقهم بتأن كبير... ليت الاندية الكبرى تركتهم «صغارا» في احضان فرقهم ولم تعدهم بحسن المصير... ليتهم لم يحلموا كثيرا بلبس الحرير... ليتهم بقوا «يمردون» على الحصير... فقد كانوا سيكبرون طبيعيا وكنا سنربح منهم الكثير...