ينتظم مهرجان الربيع في دورته التاسعة على مدى عشرة أيام بداية من 14 ماي في مدينة تينجة من ولاية بنزرت، ويكون مسك الختام يوم الأحد 23 ماي بمحمية اشكل التي تستوعب بالمناسبة كل سنة آلاف الزائرين للاستجمام والاستمتاع بمختلف العروض التي توفرها إدارة المهرجان. هذه السنة تمّ تعيين الزميل الصحفي اللامع والمربي توفيق الهمامي كرئيس لهذا المهرجان مما يوحي مسبقا بمادة دسمة من خلال الرّؤى الجديدة التي أبدتها الهيئة المديرة اضافة الى التنظيم الجيد وعدم الارتجال في ملء الفراغ الذي يحدث أحيانا مع بعض المفاجآت غير السارة، أما عن التوقيت الذي يتزامن مع حرارة مرتفعة نسبيا قد تؤثر سلبا على حسن سير فعاليات هذا المهرجان وهو سؤال كنا توجهنا به إليه فأفادنا بأن موعد الانتخابات البلدية حتّم هذا الاختيار، وعن مضمون هذه الأيام، فسوف يكون الافتتاح، بعرض فني شبابي بمناسبة السنة الدولية للشباب يشارك فيه الفنان «الشاب صليح» يليه في اليوم الثاني «خَرْجة» صوفية للولي الصالح سيدي حسّون لفرقة القادرية بالماتلين كما يحتوي عرضا فرجويا للفروسية ورقص استعراضي بالجرَار أو القلال الفخارية، الى جانب «الزّرْدة» التقليدية بما توارثته الأجيال من نواميس وطقوس ومأكولات في هذا الشأن للعادات والتقاليد، ثم يتخلل ذلك عدة معارض للرسوم والصناعات التقليدية، واستعراضات «شارعية» مفتوحة بمشاركة فوج الكشافة وفرقة نحاسية بمعية جمعية تينجة الرياضية وماجورات منزل بورقيبة، إضافة الى تنشيط الأحياء الكبرى بالجهة بمساهمة مندوبية الشباب والطفولة ببنزرت، وتنظيم عديد الألعاب ذات الاستقطاب الجماهيري لمختلف الأعمار.. هذا الى جانب بعض المداخلات عن تاريخ المنطقة وتكريم العديد من مناضليها، إضافة الى عرض مسرحية «يصير عالنّساء» للفكاهي لطفي بندقة يوم 21 ماي، ثم سهرة الفنون الشعبية ليلة 22 ترافقها مداخلات الشاعر الشعبي نجيب الذيبي، حتى نصل في النهاية الى موعد الاختتام بالحديقة الوطنية بإشكل حيث تنتظم خيمة صحية حول الأمراض المنقولة والادمان تحت إشراف الادارة الجهوية للصحة العمومية ببنزرت، وأخرى للهلال الأحمر التونسي فرع بنزرت الشمالية حول الوقاية من الحرائق، وتشارك كذلك وحدة تنشيط الأحياء التابعة للادارة الجهوية للرياضة والتربية البدنية ببنزرت في بعث أجواء مرحة للزوار.. مع معرض للمنتوجات المحلية بالمنطقة ثم عرض فني شعبي راقص. ونتمنّى أن يجد هذا المهرجان مزيد الدعم حتى تترسّخ تقاليده في الذاكرة الثقافية، وتحدّد مواعيد قارة لفعالياته ونتمنى أن يتزامن مع أحد أيام الآحاد من عطلة الربيع وذلك لأن مهرجان الربيع لا يضوع بشذاه الحقيقي سوى بين أحضان الطبيعة البديعة التي تكتمل روعة وفتنة في جبل اشكل تحديدا..