العناية بالعائلات ضعيفة الدخل وبفاقدي السند أصبحت من العناوين الكبيرة لسياسات التغيير ومن الثوابت التي باتت تطبع السياسات الاجتماعية في تونس... ولا تكاد تمر مناسبة وطنية أو دينية أو دراسية حتى يشهد التونسيون لمسة انسانية تفيض حبا ورعاية وتنطق تضامنا وتآزرا... ومساء أول أمس شملت الرعاية والتضامن والتآزر مجموعة من أبناء العائلات ضعيفة الدخل الذين نجحوا في الباكالوريا عندما حرصت السيدة ليلى بن علي على لقائهم في أمسية رائعة حضر فيها النجاح وتكلمت فيها المشاعر الإنسانية النبيلة... فقد التقت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية مساء أول أمس الخميس بأحد النزل بجهة الحمامات بعدد من التلاميذ المحرزين على شهادة الباكالوريا والمنتمين إلى المراكز المندمجة للشباب والطفولة من كامل جهات الجمهورية وبعطف كبير وبمحبة عالية هنأت سيدة تونس الأولى «الناجحين» وغمرتهم بأسمى عبارات الود وأثنت على مجهودهم الذي بُذل في سبيل الإحراز على شهادة الباكالوريا أثمن الشهائد الدراسية في المنظومة التربوية الوطنية. وفي أجواء عائلية تجاذبت السيدة ليلى بن علي أطراف الحديث مع التلاميذ الذين لم تقف ظروفهم الاجتماعية والعائلية دون أن يحققوا أبهى النتائج وأرقاها وأبلغتهم تهاني سيادة رئيس الجمهورية لهم بنجاحاتهم الباهرة ورجاءه لهم بالمواصلة على نفس الدرب. وكانت الزيارة التي قال عنها التلاميذ إنها أكبر المفاجآت لا تقل أهمية عن النجاح في امتحان الباكالوريا فرصة استفسرت فيها السيدة ليلي بن علي عن الظروف التي عايشها التلاميذ داخل أسرهم ووسط المراكز المندمجة للشباب والطفولة وعن كل ما رافق تحضيراتهم واستعداداتهم لاجتياز اختبارات آخر السنة الدراسية، وأعربت حرم رئيس الجمهورية عن سعادتها البالغة بأجواء الفرح والسعادة التي تغمر هذه الشريحة من المجتمع التي آل الرئيس زين العابدين بن علي على نفسه الاهتمام بها وايلائها كل العناية والمحبة وقالت السيدة بن علي متحدثة لجموع من التلاميذ أحاطوا بها: «بامكانكم المواصلة إلى ما هو أفضل إذ لا يوجد أي شيء مستحيل في ظل وجود العزيمة والإرادة» وأضافت : «الكل بامكانه أن يصل إلى الهدف الذي يبتغيه وأن يحقق طموحاته الدراسية والمهنية والعائلية...». سيدة تونس الأولى لها من الاهتمامات بالاحتياجات الاجتماعية للشباب والأطفال الشيء الكبير في ظل احساس مرهف هزها على مدار كامل السنوات الفارطة تجاه المحرومين وضعاف الحال وفاقدي السند العائلي وذوي الاحتياجات الخصوصية من المعاقين وغيرهم. وعلى امتداد أكثر من ساعة امتدت الأواصر في أبهى مظاهرها بين حرم رئيس الجمهورية وجموع التلاميذ وتعانقت الرؤى والأفكار والمطامح وانفتحت «شهية الحديث» وتحول اللقاء الى «لمة عائلية حقيقية». وعبّر التلاميذ في أحاديثهم التلقائية مع ضيفتهم الخاصة جدا عن سعادتهم البالغة بالزيارة المفاجأة. وأعربوا للسيدة بن علي عن يقينهم بأنهم سيبقون دائما مشمولين بالرعاية الموصولة للرئيس زين العابدين بن علي رئيس كل التونسيين وأكدوا أنه برغم ظروفهم العائلية والاجتماعية الصعبة فإنهم لا يشعرون بأي نقص بل العكس من ذلك زادتهم العناية الفائقة التي وجدوها من اطارات المراكز المندمجة خلال فترة الاستعداد للامتحانات وطيلة العام الدراسي ثقة في أنفسهم وضاعف الاهتمام الرئاسي الكبير بهم عقب النجاح في الامتحانات حرصهم على مزيد العمل والبذل والتألق. وأثنى التلاميذ على السيدة بن علي وعلى زيارتها «الرائعة» لهم وناشدوها أن تبلغ الرئيس زين العابدين بن علي تحياتهم القلبية وتشكراتهم له على العناية التي يوليها لهم واعدين بالجدية والعمل وجني النجاحات. وللإشارة فإن هذه الزيارة تأتي في اطار تثمين العناية التي يحظى بها الشباب لدى الرئيس زين العابدين بن علي وتكريما للتلاميذ المنتمين لعائلات ضعيفة الدخل والذين نجحوا في امتحان الباكالوريا وامتحان ختم التعليم الأساسي تكريسا للبعد الاجتماعي والأبوي الذي يوليه سيادته للفئات الضعيفة تشجيعا لهم وحثا لهم على تجاوز ظروفهم الصعبة والاندماج في الشأن العام بنجاح ويُسر. وكانت بداية الأسبوع الجاري قد شهدت الشروع في انجاز برنامج ترفيهي سياحي لفائدة اكثر من 100 من شبان المراكز المندمجة للشباب والطفولة الذين نجحوا في الامتحانات والمنتمين لمختلف الجهات (98 من تلامذة الباكالوريا و10 تلاميذ التاسعة أساسي) تطبيقا لأذن رئاسي ينص على أن يقضي هؤلاء الشبان والفتيات أسبوع راحة وترفيه بعدد من النزل الكائنة بمختلف المناطق السياحية للبلاد. وتأتي هذه المبادرة التي ترعاها السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية تجسيما لحرص سيادة الرئيس في مثل هذه الفترة من كل سنة على توفير فرص الترفيه والاصطياف والتمتع بالخدمات السياحية للشرائح الضعيفة وأبناء العائلات محدودة الدخل وشباب المراكز ذات الطابع الاجتماعي بما يعزز الاحاطة بهذه الفئات ويحفزها على مزيد العمل والتألق في كنف التآلف والتآزر والانسجام بين كافة التونسيين.