نفت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية في مصر امتلاك اسرائيل قنابل نووية.. وشدّدت على أن بلادها تعارض كافة الاستخدامات غير السلمية للنووي وانها لا تمنح أية امتيازات تفاضلية لأي بلد فيما يتعلق بهذا الشأن.. وكلام السفيرة الأمريكية جميل.. ونريد أن نصدّقه لولا أنه يستدعي عديد الملاحظات.. لعلّ أولاها أن هذا التأكيد جاء متأخرا جدّا.. ليصبح «صادما» جدا للمنطق ولفطنة العرب والعالم.. لكون امتلاك إسرائيل أكثر من 200 سلاح نووي بات حقيقة مؤكدة صدع بها حتى مسؤولون اسرائيليون.. ثاني هذه الملاحظات يدعونا إلى التساؤل ان كانت السفيرة الأمريكية في مصر «اسرائيلية» أكثر من الاسرائيليين أنفسهم الذين قد يتهربون من اعطاء إجابات مباشرة حين يتعلق الأمر بامتلاكهم أسلحة نووية.. لكنهم بالتأكيد لا ينفون الأمر بهذا الوضوح والحزم اللذين اعتمدتهما السفيرة الأمريكية.. وهو ما يدفعنا إلى التساؤل ان كانت السيدة «مارغريت سكوبي» سفيرة لأمريكا أم لاسرائيل في القاهرة لتتولى الدفاع عن تل أبيب بهذا الشكل. ثالث الملاحظات يذهب رأسا إلى رفض اسرائيل الانضمام إلى اتفاقيات منع الانتشار النووي.. ورفضها دخول مفتشي وكالة الطاقة الدولية إلى منشآتها النووية.. ولو كانت اسرائيل لا تملك أسلحة نووية ولو كان برنامجها سليما مائة في المائة فلماذا ترفض التوقيع على الاتفاقية؟ ولماذا لا تسمح لفرق التفتيش بزيارة منشآتها النووية وتمشيطها كما تطالب بذلك إيران وكوريا الشمالية وكما طولب بذلك العراق من قبل؟ قد نفهم تشنج السيد سكوبي بسبب تجاذبات البرنامج النووي الايراني وهو تشنج تسربت عدواه إلى واشنطن من تل أبيب وكذلك من تفاصيل الاستراتيجية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والتي تقتضي وجود قوة نووية وحيدة في المنطقة هي اسرائيل.. وهي نفس التفاصيل التي دفعت إلى غزو وتدمير واحتلال العراق.. والتي تضع إيران منذ فترة تحت ضغط أمريكي أوروبي وتحت طائلة تحريض صهيوني لا يتوقف قد ينتهي هذا وذاك إلى تعريض البرنامج النووي الايراني (على الأقل) إلى نفس مصير البرنامج النووي العراقي. كل العرب يريدون تصديق السيد سكوبي ومعهم كل معارضي الانتشار النووي.. وطالما كانت سعادة السفيرة واثقة من إسرائيل إلى هذه الدرجة لماذا لا تمضي في شفافيتها إلى الآخر وتدعو مفتشي وكالة الطاقة الدولية إلى القيام بجولة تفتيشية في منشآت اسرائيل النووية.. لتعطي تل أبيب شهادة براءة من حيازة هذه الأسلحة المدمرة.. ام ان هذا التصريح أطلق على القياس لاخراج اسرائيل من دائرة الشبهة ووضع ايران فقط في قفص الاتهام.. وبقية السيناريو معروفة أليس كذلك؟