أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس على اجتماع مجلس الوزراء. واستهل المجلس أعماله بالنظر في مشروع قانون يتعلق بالبرنامج الوطني الرابع لتطهير الأحياء الشعبية والتطهير الريفي. ويندرج هذا المشروع ضمن برنامج الاستثمار الذي ينفذه الديوان الوطني للتطهير في اطار المخطط العاشر للتنمية والهادف الى تحسين نسب الربط بشبكات التطهير بالأحياء الشعبية والتجمعات الريفية. كما نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على التعديل الذي اعتمدته القمة العربية الملتئمة بتونس في ماي والهادف الى تطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية ورفع مستوى أدائه وفاعلية قراراته. واستمع المجلس الى بيان حول التشغيل جاء فيه ان عروض الشغل شهدت تطورا ملحوظا خلال الستة أشهر الأولى من هذه السنة حيث سجلت مكاتب التشغيل والعمل المستقل 622.81 عرض تشغيل مقابل 808.66 عرضا خلال نفس الفترة من السنة الماضية. ويعزى هذا التطور الى الحركية التي يشهدها التشغيل في أغلب القطاعات الاقتصادية وخاصة منها قطاعات النقل والسياحة والصناعات المعملية والفلاحة. وقد ساهم البرنامج الاضافي الذي وضع هذه السنة في مزيد دفع عروض الشغل الخاصة بحاملي الشهادات العليا. واستعرض المجلس عمليات التشغيل المنجزة حيث أمكن القيام ب975.70 عملية خلال السداسية الأولى من سنة 2004 تنضاف الى ما ساهمت به بقية البرامج المختلفة للتشغيل التي أحاطت ب750.122 طالب شغل. وفي الختام استعرض البيان سير تقدم برامج الصندوق الوطني للتشغيل 21/21 التي مكنت من الإحاطة ب383.69 شابا وشابة مما يجعل جملة المنتفعين بتدخلات الصندوق منذ احداثه والى موفى جوان 2004 في حدود 243.398 منتفعا منهم 080.28 من حاملي الشهادات العليا. كما استمع المجلس الى بيان حول تدخلات البنك التونسي للتضامن جاء فيه أن البنك قد صادق خلال شهر جوان 2004 على تمويل 891 مشروعا ساهمت في احداث 1326 موطن شغل. وبذلك يرتفع عدد احداثات الشغل من قبل البنك منذ انطلاق نشاطه حتى موفى شهر جوان المنقضي الى ما يزيد عن101 ألف موطن شغل. ويتبين من خلال تحليل الموافقات على القروض خلال السنة الحالية بالخصوص أن مشاريع حاملي شهادات التعليم العالي بلغت 1،23 بالمائة من مجمل القروض المسندة خلال شهر جوان 2004 . ثم استمع المجلس الى بيان حول الوضع الفلاحي استعرض تقدم موسم الحصاد بالنسبة الى الزراعات الكبرى وتقديرات الانتاج الجملي لهذا الموسم التي ينتظر أن تفوق 23 مليون قنطار من الحبوب. كما استعرض البيان تقدم تنفيذ البرنامج الذي أذن به رئيس الدولة لمساعدة صغار الفلاحين على التوسع في زراعة الأعلاف الصيفية. وأوصى الرئيس زين العابدين بن علي بمتابعة هذا الموسم والحرص على المحافظة على المحصول من الحبوب والأعلاف بدعم مختلف الخدمات وبالخصوص على مستوى التجميع والخزن علاوة على اتخاذ كل الاجراءات اللازمة للتحضير للموسم القادم بما يساعد الفلاحين على مواصلة نشاطهم في أفضل الظروف. واستعرض البيان كذلك النتائج المسجلة في مختلف القطاعات الفلاحية الاخرى. وبخصوص الوضع البيئي أوصى الرئيس زين العابدين بن علي بمتابعة البرامج الصيفية للعناية بالبيئة والمحيط مؤكدا في هذا الخصوص على الحزم في التصدي للتلوث بمختلف أنواعه والعناية بمجاري المياه والمحافظة على سلامة الشواطئ التي تشهد اقبالا متزايدا عليها من طرف المصطافين. كماأكد سيادة الرئيس من جهة أخرى على مزيد دعم الجهود في مقاومة التلوث الهوائي وتكثيف عمل المراقبة في هذا المجال والتحسيس بأخطار التلوث الهوائي على صحة المواطنين. واستمع المجلس من جهة أخرى الى بيان حول تطور مؤشرات التجارة الداخلية أبرز بالخصوص حسن وانتظام التزويد بمختلف المواد الاستهلاكية وتواصل الجهود قصد إحكام الاستعداد للمواسم القادمة مع مزيد التحكم في تطور الأسعار. كما أشار البيان الى اتخاذ الاجراءات اللازمة قصد مواكبة تنامي الحركية التجارية خلال هذه الفترة وذلك بالحرص على تعزيز وتنويع نشاط المراقبة الاقتصادية بهدف تأمين شفافية المعاملات وترشيد الأسعار لا سيما في الفضاءات الترفيهية ومواقع الاصطياف وذلك بالتعاون مع الأطراف المتدخلة في هذا المجال. وبخصوص نشاط التجارة الخارجية أبرز البيان الحركية الهامة التي تميز بها هذا القطاع خلال الأشهر الستة الأولى من السنة حيث شهدت الصادرات نموا بنسبة 2،10 في حين تطورت الواردات بنسبة 8، وهو ما أفضى الى تحسن في نسبة التغطية. كما استمع المجلس الى بيان حول نتائج القطاع الصناعي خلال السداسية الأولى من سنة 2004 أشار بالخصوص الى الانتعاشة التي تسجلها الصادرات الصناعية التي حققت الى موفى شهر ماي تطورا بنسبة 7،13 بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال نفس الفترة من السنة الماضية. كما تتأكد هذه الانتعاشة من خلال نمو مؤشر انتاج الصناعات المعملية بنسبة 6 بفضل الدفع الذي شهده انتاج الصناعات الغذائية والحركية التي تميز بها قطاع الصناعات الميكانيكية. وبخصوص الخطة الوطنية للتأهيل أفاد البيان أن عدد المؤسسات المنخرطة في برنامج التأهيل الى موفى شهر جوان 2004 قد بلغ مجموع 3005 موسسة صناعية منها 1808 تحصلت على المصادقة على برنامج تأهيلها باستثمارات جملية بلغت 4،2789 مليون دينار. واستمع المجلس في الختام الى بيان حول نتائج العمل التنموي المنتظرة لسنة 2004 وآفاق سنة 2005 . وقد ركز البيان في هذا الصدد على تأكد انتعاشة النمو في عدد من القطاعات مثل الفلاحة والصناعة والسياحة وتطور الاستثمار الخارجي بتعزز الثقة في مناخ الاستثمار بتونس وذلك فضلا عن تواصل تحسن وضع المدفوعات الخارجية وهو ما يوفر أرضية ملائمة لمواصلة العمل التنموي خلال السنة المقبلة والتقدم في مجال تجسيم أهداف الخطة الحالية. كما أبرز البيان ما ستتسم به سنة 2005 من مواعيد حاسمة بحلول العديد من الآجال اذ ستكون أول سنة بعد توسع الاتحاد الأوروبي وانهاء العمل بالاتفاقيات متعددة الألياف فضلا عن التقدم في ارساء منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي. وشدد الرئيس زين العابدين بن علي في هذا المجال على ضرورة تكثيف الجهود لدعم القدرة التنافسية للاقتصاد وتحسين الانتاجية ومتابعة تنفيذ برامج الجودة داخل المؤسسات بمساعدة هياكل المساندة فضلا عن استحثاث نسق تأهيل وحدات الانتاج. وفي اطار التقييم نصف المرحلي للمخطط العاشر للفترة 2002 2004 فإن النتائج بينت بوضوح أن النقاط التي تضمنها البرنامج المستقبلي لسيادة الرئيس تم تجسيمها وتحقيق أهدافها بفضل المتابعة الدقيقة لرئيس الدولة وحرصه على تحقيق النقلة المنشودة في مختلف أوجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث أمكن الارتقاء بمستوى الدخل الفردي الى 3555 دينارا سنة 2004 وتحسين ظروف العيش والتهيؤ لبناء اقتصاد المعرفة والاستجابة للتطلعات الوطنية وفي صدارتها التشغيل الذي سجل نتائج ايجابية خاصة على مستوى الاحاطة بالشباب وحاملي الشهادات العليا والمناطق ذات الأولولية بفضل الأهداف التي تضمنها برنامج رئيس الجمهورية والآليات التي تم احداثها ولا سيما الصندوق الوطني للتشغيل 21 21 والبنك التونسي للتضامن وبرنامج القروض الصغيرة. وأكد رئيس الدولة على ضرورة إحكام الاعداد للمرحلة المقبلة في ضوء التحولات العميقة، موصيا في هذا السياق بأن يتم العمل على تدقيق الأهداف التنموية وبلورة توجهات الفترة القادمة بما يسمح برفع تحديات المستقبل وتعزيز النتائج المسجلة في الفترة المنقضية.