تحلّ غدا الاحد الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المحاصر في حرب أسمتها اسرائيل «الرصاص المصبوب» ولم تفرّق بين مدني ومسلّح وبين طفل وشاب وشيخ وامرأة لكن رغم مرور عام على هذه الجريمة فإن آثار العدوان لاتزال ماثلة فلا الحصار رفع ولا المساعدات وصلت ولا إعادة الاعمار تمت بعد أن خذل المجتمع الدولي والعرب أهل القطاع... ويظل عدوان 27 ديسمبر من العام الماضي والذي استمر حتى الثامن عشر من جانفي هو الاكثر ضراوة ووحشية بكل المقاييس خلال أربعة عقود في عمر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي منذ حرب 1967، وفق تقديرات عديد المراقبين. فقد قدّرت الجماعات الحقوقية عدد الشهداء الفلسطينيين في هذا العدوان بنحو 1400 شخص معظمهم من المدنيين. وطبقا للمركز الفلسطيني لحقوق الانسان بغزة فإن 1417 فلسطينيا استشهدوا 65٪ منهم من المدنيين ومن بين هؤلاء 313 قاصرا و116 امرأة. وحدّدت منظمة «بتسليم» الاسرائيلية لحقوق الانسان حصيلة الشهداء بأقل من ذلك بصورة طفيفة حيث قدّرت عددهم ب 1387 فلسطينيا 56٪ منهم من المدنيين. وحسب مصادر الأممالمتحدة فقد لحق الدمار الكامل بأكثر من 3530 منزلا في غزّة وتعرّض أكثر من 2850 منزلا لدمار شديد و52900 لدمار طفيف. وأكدت شهادات متطابقة أن جيش الاحتلال الاسرائيلي استخدم مدنيين فلسطينيين «دروعا بشرية» خلال العدوان فيما أعلنت مصادر أممية عن استخدام تل أبيب للفسفور الأبيض في أماكن مكتظة بالسكان... لكن رغم هذه الفظاعات الصهيونية المقرفة فإن محنة غزة لم تنته حيث لا يزال القطاع محاصرا ومهددا بعدوان جديد في أية لحظة... فقد قصفت الزوارق الحربية الاسرائيلية أمس مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل غزة. وأكدت مصادر فلسطينية أن الاحتلال يستهدف الصيادين ومراكبهم بشكل يومي في وقت يتم فيه بناء جدار فولاذي على الحدود مع القطاع... لكن لا الدمار ولا الحصار ولا الجدار دفعوا بأهل غزة الى الانكسار بل إن هذه المدينة الصامدة «انتصرت» على كل أشكال القهر والاذلال...