تظاهر أمس سكان قرية الغجر السورية في هضبة الجولان المحتل، احتجاجا على نية اسرائيل تقسيم القرية واخضاع قسمها الشمالي للسيطرة اللبنانية والقسم الجنوبي للسيطرة الاسرائيلية، وأكد أهالي القرية أنهم مستعدّون للموت على أن تقسّم قريتهم. وقال نجيب الخطيب الناطق باسم قرية الغجر لوكالة فرانس برس «نحن نرفض تقسيم القرية الى قسمين بحيث يكون الاخ بعيدا عن اخيه والاب بعيدا عن ابنه، وقمنا اليوم باضراب وتظاهرنا وشارك في المظاهرة نحو 1900 مواطن». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الغجر قرية سورية الهوية والجنسية». وقال نجيب الخطيب «الارض في الطابو (السجل العقاري) سورية مصيرها معلق مع الجولان السوري». وأضاف الخطيب «يريدون ضم القسم الشمالي من القرية ويسكن فيه حوالي 1700 مواطن على أرض مساحتها 500 دونم ووضعها تحت السيطرة اللبنانية، بينما ستسيطر اسرائيل على 500 مواطن وعلى ارض زراعية مساحتها حوالي 11 الف دونم». وتابع «لم يسألنا احد او يستشيرنا عن التقسيم او ينسق معنا، لا الصليب الاحمر او الاممالمتحدة او اي كان». ومضى يقول «نحن نعيش منذ تسع سنوات في سجن جماعي فالقرية محاطة بالأسلاك الشائكة وصنفتها اسرائيل كمنطقة عسكرية مغلقة يحظر الدخول اليها دون تصريح من الجيش، وندخل ونخرج عبر حاجز عسكري تفتش فيها سياراتنا واغراضنا، وحتى اخواننا في قرانا في الجولان لا يستطيعون الوصول الينا». وأكد «اننا نرضى أن نكون تحت السيادة اللبنانية المؤقتة، ولنا الشرف، ولكن بشرط أن نكون في قرية الغجر بجزءيها وكل سكانها وبكامل أراضيها التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وهي نحو 11500 دونم الى ان نعود الى الوطن الام سوريا». وتابع «اللبنانيون اخوة عرب، ولكن لا نرضى ان نعيش كلاجئين». ويعيش في قرية الغجر نحو 2200 مواطن من الطائفة العلوية السورية واحتلت اسرائيل القرية عام 1967 مع باقي الجولان السوري الذي هدمت اسرائيل عشرات القرى فيه وهجرت سكانه ولم تبق سوى اربع قرى درزية هي مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قينه. واحتل الجيش الاسرائيلي الشطر الشمالي من قرية الغجر الذي يعتبر جزءا من الاراضي اللبنانية، خلال عدوانه على لبنان في 2006، وقام بنصب سياج أمني مؤقت بزعم منع تسلل مقاتلي «حزب ا&» إلى الشطر الجنوبي. وبعد انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 حدد الخط الازرق الذي رسمته الاممالمتحدة بين البلدين، ثلث القرية في لبنان والثلثين في الجزء الذي تحتله اسرائيل. وهناك تضارب في عدد سكان القرية في الجانبين، حسب المصادر. وأبدى أهالي القرية معارضتهم لقرار التقسيم ورفعوا خلال مظاهرات أمس شعارات تندد بتقسيم قريتهم، وهدّد البعض منهم بمنع دخول قوات الأممالمتحدة الى القرية بقوة.