استنفرت الجهات الحكومية السعودية كل قواها بعد ورود معلومات عن تصدّع وفيضان لبحيرة المسك شمال شرق جدة وسط توقعات بأن تشهد المنطقة تقلبات جوية مماثلة لتلك التي عاشتها جدة الاربعاء الماضي فيما حذّر خبراء من ان تتسبب السيول التي ضربت مدينة جدة في كارثة بيئية قادمة. وبدأت السلطات السعودية في إخلاء المستشفيات والمناطق القريبة وخاصة أحياء بريمان والصفاء بينما أطلق الدفاع المدني تحذيرا من احتمال فيضان البحيرة. استنفار وكشفت مصادر مطلعة عن وجود تصدعات متفرقة في جدران بحيرة المسك في مدينة جدة، وهو ما أدى الى تسرّب مياه البحيرة باتجاه الأحياء الشرقية في مدينة جدة فيما أكد شهود عيان ان سكّان تلك الأحياء قد بدأوا بالنزوح في اتجاه الأحياء الآمنة والى المناطق البعيدة عن بحيرة المسك. وتقع هذه البحيرة المحمية بسدود ترابية على شرق الخط السريع وتقدّر كمية المياه الملوثة والمحتجزة داخلها بنحو 19 مليون متر مكعّب، كما يصل عمق المياه بالبحيرة الى أكثر من 10 أمتار في بعض المناطق وتمتد البحيرة على مد البصر في بطن تجمّع عدة أودية بين الجبال بطول يمتد الى أكثر من 4 كيلومترات وعرض أكثر من 1.7 كيلومتر. وتشكل البحيرة خطرا كبيرا لو إنهار السد، وقد تزيد من الخسائر البشرية والمادية التي تأثرت بها جدّة منذ هطول الأمطار قبل أسبوع، وبالرغم من طمأنة وكيل أمين مدينة جدة هاني أبوراس في وقت سابق بأن فيضان البحيرة أمر طبيعي بسبب زيادة منسوب الماء والأمطار ومجاري الصرف الصحي إلا ان التحرّكات على الأرض توحي بأن سدّ البحيرة قد لا يستطيع التحمل. وقالت المصادر ان أمانة مدينة جدة اتخذت خطتين عاجلتين، الأولى تقضي بمعالجة الأمر ميدانيا من مختلف الجهات وسرعة عودة المواطنين الى منازلهم المتضررة، والثانية في حال استمر هطول الأمطار وتقضي بإنشاء مناطق إيواء مؤقتة ريثما تستقرّ الأجواء. تقلبات قادمة وقد توقعت مصادر خاصة في الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة ان مناطق المملكة وخصوصا المنطقة الغربية ستتأثر خلال الايام القليلة القادمة، بتقلبات جوية مع دخول موسم المربعانية، وستشهد محافظة جدة موجة مماثلة من الأمطار التي شهدتها يوم الاربعاء الماضي خلال الايام القليلة القادمة. ووفقا لما ورد بجريدة «الجزيرة» السعودية توقع حسين القحطاني مدير الاعلام في الأرصاد ظهور كتل من السحب تمتد من غرب وجنوب غرب المملكة حتى المناطق الجنوبية من شرق المملكة مرورا بمنطقة وسط المملكة تصحبها خلايا رعدية على مرتفعات الطائف والباحة وعسير وجازان وتزداد نسبة الرطوبة على شمال وشرق المملكة مع تكوّن الضباب ويطرأ انخفاض ملموس في درجات الحرارة على مناطق شمال وشرق ووسط المملكة. في الأثناء حذّر خبراء بيئة سعوديون من أن تتسبب السيول التي ضربت مدينة جدة الاربعاء الماضي في كارثة بيئية قادمة، مطالبين بسرعة سحب السيارات المجروفة والطمي والرمال التي غطّت الأحياء الشرقية والجنوبية من محافظة جدة باعتبار ان هذه المخلفات اصبحت كالقنابل الموقوتة التي قد تهدد سكان جدة لعشرات السنين المقبلة. وقد ارتفعت حصيلة ضحايا فيضانات جدة الى 113 قتيلا.