طرح محلّلون وسياسيون ثلاثة سيناريوهات «سوداوية» لما ستؤول إليه حالة الانقسام الفلسطيني مع دخول ملف المصالحة في نفق مظلم حيث رجّحوا استمرار رفض «حماس» للورقة المصرية أو قبولها دون تنفيذ أو اجراء انتخابات منفصلة في الضفة وغزّة وهو ما سيؤدي الى حالة قطيعة طويلة الأمد والى تمزّق يشتّت وحدة الأرض وقد ينتهي الأمر بغزّة والضفّة الى ما انتهت إليه الأوضاع بين الكوريتين. ويتمثل السيناريو الأول، حسب المحلل السياسي ابراهيم الأبرش، في الاستمرار على الحالة الراهنة من رفض حركة «حماس» للورقة المصرية، ومن ثم مضي رئيس السلطة محمود عباس قدما في الانتخابات التشريعية والرئاسية ومنع «حماس» الانتخابات في قطاع غزّة، التي ستعتبر في ما بعد منطقة متمرّدة فيها تنظيم خارج عن القانون. نتائج سيئة وقال زكريا القاق، الخبير في قضايا الأمن القومي ان نتائج اجراء انتخابات في الضفة الغربية دون غزّة ستكون أسوأ من انقسام الكوريتين (الشمالية والجنوبية). وأضاف القاق ان ذلك سيؤدي الى تمزّق يستمرّ ردحا من الزمن وستصبح غزّة معزولة تماما وتتحول الضفة الى «غزّات» صغيرة يربط بين أجزائها رباط من وسائل النقل وليس رباط الأرض. واعتبر الأبرش ان السيناريو الثاني يتعلق بتوقيع «حماس» على الورقة المصرية في محاولة لتجنب تحميلها أية مسؤولية عن تعثر المصالحة ولكن دون المضي قدما في تنفيذها. وأضاف إن هذه الخطوة ستحرم عباس من عقد الانتخابات في موعدها الدستوري في جانفي 2010 ويمكن في ما بعد الحديث عن عراقيل كثيرة في طريق التنفيذ من شأنها ايضا عدم عقد الانتخابات وفق التاريخ المحدد في الورقة المصرية أي في جوان المقبل. وحسب الأبرش وغيره من المحللين السياسيين الفلسطينيين فإن السيناريو الثالث يدور حول تنظيم السلطة الفلسطينية لانتخابات في الضفة واقدام «حماس» على اجراء انتخابات منفصلة في غزة في نفس الموعد، الأمر الذي من شأنه أن يعيد الأمور الى ما قبل المربع الاول في صورة تكرّس الانقسام في مختلف السيناريوهات المطروحة. لماذا المقامرة؟ وإزاء هذه السيناريوهات يتساءل المحللون عن جدوى اقدام عباس على مثل هذه المقامرة. ويقول محللون ان عباس يعرف ان اسرائيل لا تشعر بأي ضغوط من أجل التفاوض على معاهدة سلام تنهي احتلالها للضفة الغربية ما دامت حركة «فتح» التي يتزعمها عباس وحركة «حماس» التي لا تعترف باسرائيل منقسمتين . ويرى المحللون ان عباس جعل من الوحدة الفلسطينية أولوية واختار موعد الانتخابات كاستراتيجية له يستخدمها لاقناع «حماس» باقرار السلام مع حركة «فتح» وانهاء الانقسام. وقال المحلل السياسي في جامعة بير زيت بسّام الزبيدي إن عباس يدرك انه اذا ظل يتفاوض مع اسرائيل وهو لا يسيطر على غزّة فإن اسرائيل لن تعطيه شيئا مشيرا الى أن اسرائيل قبل كل شيء لم تقدّم شيئا عندما كان الفلسطينيون متحدين. وأضاف الزبيدي أن عبّاس ليس أمامه سوى إنهاء الشقاق وهو يتخّذ هذا المسار والانتخابات هي استراتيجيته.