واشنطن رام اللهعواصم (وكالات): تلقى الكيان الصهيوني ضمانات من الادارة الامريكية باستخدام الفيتو ضد مشروع قرار محتمل من مجلس الامن يلزم تل أبيب بإزالة جدار الفصل من على الاراضي المحتلة في الضفة الغربية... وغداة صدور قرار محكمة العدل الدولية الذي دعا الى ازالة الجدار وتعويض الفلسطينيين عن الاضرار التي لحقت بهم توقع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان يسقط هذا الجدار كما سقط من قبل جدار برلين. وكانت الادارة الامريكية قد أبدت امتعاضا شديدا من القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية ورأت في هذا السياق ان المحكمة ليست مكانا ملائما لبحث موضوع الجدار بل ان المرشح الديمقراطي «جون كيري» انضم الى حملة الجمهوريين زاعما ان الجدار رد شرعي على الارهاب... فيتو العادة وفي سياق هذا الموقف الداعم تماما للجانب الصهيوني ذهبت واشنطن الى حد تحذير الفلسطينيين من السعي الى تطبيق قرار المحكمة من خلال اللجوء الى الجمعية العامة للامم المتحدة وخصوصا الى مجلس الامن حيث بوسع الولاياتالمتحدة اسقاط كل مشروع قرار لا يعجبها بواسطة الفيتو. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية: لا نرى ضرورة لتدخل الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في هذه المرحلة. وحسب تعبير باوتشر فان من شأن القرار ان يصرف الانظار عن الجهود السياسية المبذولة لحل المشكلة ويمكن ان يعرقل احلال تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال التفاوض... ومع أن وزير الخارجية الامريكي قال بعد صدور القرار ان واشنطن تدرس بالتفصيل ردود الفعل المختلفة الا ان التحذير الموجه للفلسطينيين من اللجوء الى مجلس الامن يعني أن واشنطن مستعدة لاستخدام الفيتو لاسقاط مشروع قرار محتمل يلزم تل أبيب بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية. وكشفت الاذاعة العبرية ان حكومة شارون تلقت ضمانات من الادارة الامريكية بانها ستمنع تبني قرار من مجلس الامن يفرض عقوبات على الكيان الصهيوني او يطالبه على الاقل بازالة اقسام الجدار المبنية على مناطق محتلة في الضفة الغربية. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان واشنطن «تفهم» الاسباب االتي دعت الى بناء الجدار معبرا عن ثقته بان الولاياتالمتحدة ستستخدم الفيتور اي مشروع قرار يتعارض ومصلحة الكيان الصهيوني، وأعلنت حكومة شارون ردا على قرار محكمة العدل الدولية انها ستستمر في بناء الجدار. حتى يسقط الجدار وأعلن الفلسطينيون انهم يعتزمون اللجوء مطلع الاسبوع المقبل على الارجح الى الجمعية العامة للامم المتحدة في اطار سعيهم لحمل الكيان الاسرائيلي على تنفيذ قرار المحكمة. وقال ناصر القدوة مندوب فلسطيني لدى الاممالمتحدة ان الجانب الفلسطيني سيتوجه في مرحلة أولى الى الجمعية العامة التي كانت قد طلبت الى المحكمة بشأن الجدار ثم يتوجه في مرحلة ثانية الى مجلس الامن ليضعه امام مسؤولياته. وأكد القدوة ان الفلسطينيين لن يتفاوضوا مع تل أبيب حول الجدار مضيفا انه ينبغي على الصهاينة ان يتوقفوا عن بناء الجدار ويزيلوا الاجزاء المبنية على أراضي الضفة ويقدموا تعويضات للفلسطينيين المتضررين. ومن المؤكد ان يحصل الفلسطينيون على دعم الجمعية العامة لكن الوضع يختلف تماما في مجلس الامن باعتبار الفيتو الامريكي. وتوقع أمس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان يسقط جدار شارون كما سقط من قبل جدار برلين.