دأبت عديد الجمعيات التربوية والثقافية والهياكل السياسية وحتى المؤسسات الاقتصادية على تكريم التلاميذ والطلبة المتفوقين في دراساتهم، وهي حركة محمودة تهدف الى مجازاة المجتهدين في حقول العلم والمعرفة والى تحفيزهم على مواصلة العمل من أجل التحصيل العلمي والاسهام في نحت مجتمع المعرفة. وبقدر ما تدخل هذه الحركات ارتياحا على المتفوقين وتشعرهم بأن هناك أناسا وجمعيات تشجع الامتياز في الدراسة فإن بعض المتفوقين الذين تغمط الأطراف المشرفة على تقديم الجوائز حقوقهم في المكافأة والتكريم أو على الأقل تسهو على ذلك يعيبهم بعض الاحباط والشعور بالضيم وخاصة بالنسبة للتلاميذ في المدارس الأساسية. قبل يومين تلقت التلميذة المجتهدة ايمان بن سالم المرسمة بالسنة السادسة أساسي بمدرسة نهج الهند دعوة للتكريم واسنادها جائزة امتياز لحصولها على معدل ممتاز بلغ حسب دفترها المدرسي 9.16. قصدت النابغة الصغيرة ووالدتها المدرسة لحضور حفل التكريم مساء الاربعاء وظلت لمدة ساعتين أو أكثر تتابع فقراته وتتويج زملائها المتفوقين الى ان انفضّ الحفل دون أن تتمّ دعوتها للحصول على جائزتها وتكريمها. عادت الطفلة ووالدتها الى المنزل تسبقهما دموع حرّى وشعور بالغبن جعلاهما لا تنامان طوال الليل. فلماذا هذا الاستثناء وسرقة فرحة طفلة مجتهدة وهلاّ في الامكان تدارك ما كان واعادة الحق لأصحابه.