بغداد لندنواشنطن (وكالات): اعترف قائد قوات الاحتلال الأمريكي السابق في العراق ريكاردو سانشيز بحدوث أخطاء وصفها بالخطيرة في التعامل مع المقاومة العراقية ومنها قرار ارسال قوات الاحتلال لاقتحام مدينتي الفلوجة والنجف وهي الخطوة التي أجّجت نار المقاومة في كامل أنحاء العراق، بينما كشف مسؤولون أمريكيون عن «حوار سري» بين الحكومة العراقية المنصبة ومنظمات المقاومة. وقال سانشيز في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قبل رحيله من بغداد إن قوات الاحتلال ارتكبت عدة أخطاء في تعاملها مع المقاومة العراقية المسلحة. وكان مسؤولون كبار في الادارة الأمريكية اعترفوا من قبل بأن قوات الاحتلال ارتكبوا أخطاء فادحة في التعامل مع الملف العراقي واعترفوا بجهلهم لطبيعة المجتمع العراقي وتركيبته. أخطاء خطيرة ونقلت الصحيفة البريطانية عن سانشيز قوله إن من أخطر الأخطاء التي ارتكبتها قوات الاحتلال في العراق قرارها ارسال قوات لاقتحام مدينتي الفلوجة والنجف مما اثار موجة هائلة من المقاومة في كافة أنحاء العراق. وزعم سانشيز أن المقاومة تركز الآن هجماتها على المدنيين وتستهدف عمليات إعادة بناء البلاد. وقال المسؤول العسكري الأمريكي المنتهية مهامه في العراق: «إنهم لا يهاجمون قوات التحالف التي أقودها بل يستهدفون البنية الأساسية وقوات الأمن العراقية والحكومة المؤقتة وكذلك المجتمع الدولي محاولين تمزيق البلاد إربا» على حدّ زعمه. ووجه سانشيز تحذيرا قويا إلى الحكومة العراقية المؤقتة بأنها تحتاج لأن تكون مستعدة لأعمال وصفها بالارهابية والخطيرة قبل الانتخابات المقرر اجراؤها في جانفي المقبل. وزعم سانشيز أن رجال المقاومة سيحاولون استهداف القيادة السياسية لتعطيل ما أسماه بمسيرة الديمقراطية مشيرا إلى أن القوات الأمريكية استوعبت الدرس جيدا «وفي المرة المقبلة التي قد يتم فيها اقتحام الفلوجة ينبغي استخدام القوة الهائلة بدلا من الضربات الدقيقة لاستئصال المقاومين غير أن هذا القرار هو الآن بأيدي الحكومة العراقية» على حدّ تعبيره. مفاوضات «سرية» في غضون ذلك كشف مسؤولون أمريكيون معنيون بالملف العراقي أن هناك مفاوضات سرية تدور بين الحكومة العراقية المعينة وعدد من قيادات مجموعات المقاومة خاصة في المثلث السنّي. وأوضحت تلك المصادر ان رئيس الوزراء في الحكومة العراقية المنصّبة إياد علاوي رفض خلال الفترة الأخيرة ضغوطا من الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر ومساعديه لإعادة فرض الحصار على مدينة الفلوجة، كما أنه لا يزال يرفض اقترحات بذلك حتى الآن وإلى أن تنتهي المفاوضات التي تدور مع قادة المقاومة. وحسب المصادر الأمريكية فإن هناك مجموعتين تمثلان بصفة عامة العناصر المقاومة في العراق وهما «مجموعات من العراقيين من ذوي التوجهات الدينية أو الوطنية ومجموعات من المقاتلين الذين ينتسبون إلى التيار الفكري لتنظيم القاعدة». وقال المسؤولون الأمريكيون وفقا لما نقلته صحيفة «الوطن» السعودية ان المفاوضات بين حكومة علاوي وقادة المقاومة في الوسط وبعض مناطق الشمال تمضي في اتجاه ايجابي وتشمل قضايا متعددة مثل تركيبة السلطة في العراق خلال المرحلة المقبلة وضبط موعد محدد لمغادرة قوات الاحتلال الأمريكي للعراق، فضلا عن ضرورة الحفاظ على ثوابت إسلامية وعربية محددة في الدستور العراقي الدائم. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن الأسابيع المقبلة ستشهد قيام الحكومة العراقية المعينة بإدارة حوار غير مباشر بين القيادات الدينية والعشائرية في جنوب العراق ووسطه لبلورة صيغة مقبولة من الجميع لمستقبل العراق. وأعربت المصادر عن التفاؤل باحتمالات نجاح هذه الجهود بسبب «الالتقاء الموضوعي بين شيعة الجنوب وسنّة الوسط في كل النقاط الأساسية تقريبا».