أبدت واشنطن شيئا من الاعتدال في موقفها من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حين أعلنت أنها لا تستبعد مشاركته في الحياة السياسية في العراق بعد نقل السلطة في موفى الشهر الجاري غير ان مصادر في أذربيجان كشفت عن اقتراح أمريكي بإبعاد الصدر عن دائرة المنافسة السياسية في العراق ونفيه إلى أذربيجان. وصرّح الرئيس الأمريكي جورج بوش مساء أمس الأول بأن الولاياتالمتحدة لم تعد تستبعد احتمال أن يلعب مقتدى الصدر دورا في الحياة السياسية العراقية بعد أن كانت المواجهات على أشدها بين قوات الاحتلال الأمريكي وأنصار الزعيم الشيعي منذ مطلع أفريل الماضي. وقال بوش خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض ان «الحكومة العراقية الانتقالية ستتعامل مع الصدر بالطريقة التي تراها مناسبة» مضيفا: «انهم أصحاب سيادة وحين نقول إننا ننقل السيادة كاملة في 30 جوان فذلك يعني أننا سنفعل حقا وستتعامل معه الحكومة بالطريقة التي تراها مناسبة». وأعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر رفضه القاطع لحكومة تعينها سلطات الاحتلال وتأتمر بأوامرها. ولم يستبعد الرئيس العراقي المعين غازي الياور من جانبه أن ينضم الصدر إلى العملية السياسية في العراق واصفا مشروعه بانشاء حزب سياسي يشارك في انتخابات 2005 بأنه مشروع «ذكي». وقد أصدرت الحكومة العراقية المعينة قرارا بحل المليشيات المسلحة يحرم الذين يرفضون تنفيذه من المشاركة في الحياة السياسية العراقية لمدة ثلاث سنوات. وقال الياور «لا أحد فوق القوانين غير أنه لم يتم توجيه التهمة إليه (الصدر) حتى الآن وجميع القادة الجدد في العراق هم زعماء مليشيات سابقون سرحوا قواتهم» مضيفا ان «الاوان لم يفت للقيام بالأمر نفسه». وكان قيس الخزعلي المتحدث باسم مقتدى الصدر أعلن الأحد الماضي أن الزعيم الشيعي يبحث احتمال تشكيل حزب سياسي والمشاركة في الانتخابات العراقية عام 2005 . لكن مصادر في عاصمة أذربيجان باكو أفادت بوجود مقترحات أمريكية تدعو إلى ابعاد الصدر إلى أذربيجان. وقال رئيس مركز الدفاع عن حقوق الانسان في باكو ألدار زينالوف في تصريح صحفي ان مجلس الشؤون الخارجية الأمريكي وهو منظمة بحثية حكومية تساهم في صياغة القرار في الخارجية الأمريكية اقترح ابعاد الصدر إلى باكو قبل نقل السلطة إلى العراقيين في 30 جوان الحالي من أجل تخليص الحكومة العراقية الجديدة المدعومة من واشنطن من منافسة الشخصية المعارضة النافذة لها» حسب زينالوف. وأكد زينالوف ان الحديث يدور حول ابعاد الصدر تفاديا لاعتقاله أو التورط في تصفيته جسديا لأن ذلك سيثير موجة من الاحتجاجات والمقاومة الشيعية. ويعود سبب اختيار أذربيجان من وجهة نظر محللين إلى «وجود حكومة قوية في باكو قادرة على السيطرة على تحركات الصدر واحتوائه اضافة إلى ان الولاياتالمتحدة تنظر إلى أذربيجان على أنها أحد أهم حلفائها في ما وراء القوفاز وحوض بحر قزوين.