مكنت الندوة العلمية حول العلوم العصبية واضطرابات التعلم، وورشة التطويعات البيداغوجية التي نظمتها الجمعية التونسية لصعوبات التعلم أيام 31 اكتوبر و1و2 نوفمبر الجاري، بمدينة العلوم، من ضبط منهجية بناء دليل للمدرسين يمكن من رصد الاطفال ذوي اضطرابات التعلم ومرافقتهم. وأوضح رئيس هذه الجمعية هشام الشابي، في تصريح ل(وات)، أن جمعيته تنكب حاليا، بالاشتراك مع وزارة التربية، وبدعم من "اليونسيف"، على إعداد مشروع هذا الدليل، الذي يهدف إلى التوقي من الفشل المدرسي عن طريق تمكين المدرسين من مهارات تسهل عليهم عملية رصد الاطفال ذوي اضطرابات التعلم، بصفة مبكرة، والتعجيل بمرافقتهم . وبين أن مجموعة من المتفقدين والمدرسين والأخصائيين والطلبة ستخضع إلى دورات تكوينية لاتقان تطبيق ما ينص عليه هذا الدليل ومن ثمة سيتولون بدورهم نقل معارفهم التي حصلوا عليها في هذا التكوين إلى بقية المدرسين. ومن أبرز الاهداف الخصوصية التي تم تحديدها، في هذا الدليل ، بحسب ما بينه نفس المتحدث، تمكين المدرس من التعرف على المفاهيم الأساسية لاضطرابات التعلم، ومن وضع دليل للتطويعات البيداغوجية لذوي اضطرابات التعلم، ومن بناء نموذج لمسار مرافقتهم، ومن التدرب على إعداد سيناريوهات بيداغوجية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيّاتهم. وسيكون هذا الدليل، وفق ما أوضحه هشام الشابي، عبارة عن وثيقة بيداغوجية تتضمن تعريفات عامة حول الاضطرابات الخصوصيّة للتعلم، والحاجيات الخصوصية لهذه الفئة من التلاميذ، والمواقف التي من المفترض تبنيها من قبل المدرس مع هؤلاء التّلاميذ، والتطويعات البيداغوجية للقراءة والكتابة والحساب التي يتعين إعدادها. كما أفاد بأن صياغة مشروع هذا الدليل الذي سيتم اعتماده حال ما يتم تبنيه نهائيا من قبل وزارة التربية، أشرف عليها الخبير الدولي في العلوم العصبية، فابيان دووركزاك، ومجموعة من خيرة المتفقدين البيداغوجيين، والاطباء، والاخصائيين النفسانيين، والمختصين في التقويم الوظيفي، إضافة إلى عدد من الجامعيين والطلبة. وأكد الشابي أن التعرف المبكر على ذوي اضطرابات التعلم من شأنه أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في صفوف هذه الفئة من الاطفال، وإلى الحد من تأثير الإصابات لديهم، ومن التخفيف من مظاهر الضعف الموجودة فيهم، وبالتالي من منع الفشل الدراسي أو على الأقل الحد منه، مبينا أنه حين لا يتم الاهتمام بالتعرف المبكر على ذوي صعوبات التعلم، فان ذلك يهيئ الأسباب لنمو هؤلاء الأطفال تحت ضغط الاحباطات المستمرة والمعاناة النفسية، والآثار المدمرة للشخصية، كما يضع حاجزا بينهم وبين أقرانهم، إضافة إلى الكلفة العالية من المصاريف المادية التي تتكبدها خزينة الدولة لعلاجهم . ومن المنتظر أن يتم في المرحلة القادمة تنظيم ورشة أخرى لمواصلة إعداد مشروع هذا الدّليل، قبل تقديمه في صغته النهائية في ندوة ثانية تنظمها الجمعية التونسية لصعوبات التعلم . يذكر أن هذه الجمعية تأسست يوم 1 أكتوبر 2011، وهي تعمل، بالخصوص، على رصد صعوبات التعلم وخاصة اضطرابات التعلم في السياق التونسي، وإيجاد قاعدة معطيات حول صعوبات التعلم وخاصة في ما يتعلق باضطرابات التعلم بالمدرسة التونسية .