مكتب الشروق (القيروان) - سعيدة جلاصي احتضن مسرح الهواء الطلق أسد بن الفرات بالمركب الثقافي بالقيروان ليلة البارحة 28 أوت في اطار الدورة ال10 من مهرجان ليالي الصيف الدولي عرض "المدحة" لحميدة جراي بمعية كل من الفنان نور الدين الباجي وحسن سعدة وساسي بولعواد ومعز زيتون ومهدي مولاي وأحمد زيتون وبإشراف فني لصابر مزاهي وتوظيب مجدي مزالي إشراف عام وجدي طرابلسي. إدارة إنتاج سمير شلبي.إنتاج احميده جراي والطاهر بن عمار عرض المدحة الذي قال عنه صاحبه حميدة جراي بدا "حكاية محبة" سرّب لدى الجمهور ذلك المزيج التراثي بين الجهات كما رسم تواصلا بين الماضي والحاضر وبين القديم والجديد من خلال ادخال الات موسيقية حديثة. لكن أيضا برز ذلك التواصل بين جيلين باعتباره شرّك عناصر تراوحت اعمارهم بين ال17 و70 سنة وكأن بالعرض يقول بأن "الجديد لا يولد الا من رحم القديم". العرض في مجمله لاقى تفاعل الجمهور الذي هاج وماج مرددا أغاني مدحية في الاولياء الصالحين المنتمين لتربة القيروان أغاني مثل "اغنية "البوهالية " و"صبرة" هي من الاناشيد " التي طبعت التراث القيرواني والتي يستحيل سماعها جلوسا أداها ساسي بولعواد ابن القيروان على طريقته الخاصة والخاصة جدا ل"يتخمر" الجمهور كبيرهم وصغيرهم على رائحة "البخور" ووقع "البنادر" ومشهد "الصناجق". عرض "المدحة" وأن اقترب من اجواء الصوفية الا ان البعض من الحضور اعتبره لم يخرج من جلباب "الحضرة" وال"زيارة". وأنه لا يمكن اعتبارها صوفية مائة بالمائة باعتبارها لم تتضمن أهم الاناشيد الصوفية القحّة التي يزخر بها التراث القيرواني. فمن يقول الانشاد الصوفي بالقيروان يقول الشيخ علي البراق الذي نهل من المدائح والأذكار بل و يعتبر مدرسة في صناعة الإنشاد الصوفي . ومن يقول الانشاد الصوفي يقول ايضا عبد المجيد بن سعد المشهور بنظم قصيدة «يا صاحب الجاه» المعروفة والتي تتغنى بأبي زمعة البلوي آو سيدي «الصحبي» وبعض أولياء الله الصالحين مثل سيدي الدهماني... والسيدة منوبية وغيرهما... وقد ذكر في آخرها ما حدث للعاصمة الاغلبية جراء فيضانات «1969» التي مازال الناس يتحدثون عنها الى اليوم . حيث كان من الطبيعي أن تنهل "المدحة" من هذا التراث الذي قد يكون غاب عنها. وقد تكون مناسبة لتطوير مضمونها في مناسبات قادمة . وتبقى "المدحة" حكاية تواصل بين الثقافات بين الجهات وبين الاجيال رغم كل المآخذ.