"حتى لا نصل إلى عمليات التصفية" تونس "الشروق": يبرز القصور الكلوي المزمن كمرض يؤرق صاحبه وينغّص عليه حياته، فقد تتغير ملامح وجهه ويعايش حالات من التقيؤ وفقدان الوعي. والسؤال ما هي أهم أسباب هذا المرض؟ وكيف السبيل لتفادي مساوئه ومخاطره؟ الإجابة عن هذه التساؤلات وجدناها لدى الأستاذ عادل خذر وهو طبيب في أمراض الكلى بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة، حين بيّن قائلا: »تؤكد احصائيات مرض قصور الكلى المزمن أن أهم أسباب الإصابة بهذا المرض تعود إلى وجود أمراض أخرى سابقة مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وهي من نوعية الأمراض التي تؤدي إلى قصور الكلى المزمن وبخلاف ذلك نعثر على أسباب أخرى تعود إلى العامل الوراثي يتناقلها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم مثل »الكلية متعددة الأكياس« وهي تأتي من الأب أو من الأم. وتشير الاحصائيات إلى أن قرابة 5 من المصابين بالقصور الكلوي قد أصيبوا نتيجة للعامل الوراثي. أما التدخين فلا يمكن اعتباره من الأسباب المباشرة، صحيح انه يساهم في تعكير الأمور بالنسبة للمصاب بالقصور الكلوي لكن لا يمكن اعتباره من الأسباب المباشرة. ومن بين الأسباب الأخرى نجد الالتهاب في الكلية التي لا نعرف أسبابها بالتدقيق لكنها تؤدي إلى القصور الكلوي. تعفنات وقد يتعامل المريض مع مرضه بكثير من الاستهتار واللامبالاة والنتيجة ان تحدث بعض التعفنات يقول الأستاذ ع.خ: »نجد بعضهم يشتكي من وجود الحجر بكليته وكما هو معلوم فإن تأثير الحجر يختلف باختلاف حجمه وموقعه وهذا الحجم قد يصل إلى حوالي 2 صم فإذا لم يقع تفتيته عن طريق العمليات أو لم يعالج بالكيفية المطلوبة قد تحدث به تعفنات متتالية«. ضخ »التصفية« وقد تصل الأمور إلى ما لا يبتغيه المريض فتراه مجبرا على القيام بعمليات التصفية، وهي عملية مكلفة يقول الدكتور عادل خذر: »تبلغ تكلفة عملية تصفية الكلى حوالي 89 دينارا للحصة الواحدة وبالنسبة للمريض فإنه مجبور على القيام بثلاث حصص في الأسبوع الواحد أي ما يقارب 13 حصة في الشهر. وإذا ما تواصلت هذه التصفية على مدة سنة كاملة فإن التكلفة ستصل حدود 15 ألف دينار. وهي تكلفة باهظة على المريض، لكن في الواقع فإنها تقع على كاهل المجموعة الوطنية بما أنها تتكفل بارجاع كل تكاليف التصفية (نظرا لتمتع المريض ببطاقة انخراط في الصندوق القومي للضمان الاجتماعي وتمتعه بخدمات بطاقة المعالجة)، ثم ان التكلفة وقبل أن تكون مادية فهي صحية إذ تصبح حياته مربوطة بعملية التصفية، لذلك فإننا نلحّ على ضرورة الوقاية حتى لا يصل المريض إلى هذه المرحلة أما إذا ما تبيّن لنا أن لا مفرّ منها فإننا واثر انتهاء التصفية من الممكن أن نقوم بزرع الكلية حتى تكون نوعية حياته أفضل وحتى يسلم من تكاليف تلك التصفية. إن الوقاية تتم في وجه من وجوهها أيضا بالمداواة بصفة منتظمة لأن المريض من الممكن (خاصة إذا ما لم يتفطن لها) أن تتعكر حاله فتبرز عليه علامات من قبيل اصفرار الوجه و»الفشلة« والتقيؤ وهي علامات تأتي في مرحلة متأخرة عندما يكون الألم فعل فعله في المريض«. صحيح ان مرض الكلى من الأمراض المخطرة التي يجب الحذر منها لكن ما هو متأكد أيضا أن الاطار الطبي الذي لا نشك لحظة في كفاءته مطالب بالتريّث والتثبت من مدى نجاح عمليات تفتيت الحجر (حجر الكلى) فقد يذهب في اعتقاد الطبيب ان العملية ناجحة لكن الواقع قد يكون عكس ذلك وتلحق بالمريض تعفنات تجبره إلى إعادة العملية مرة أخرى.