شرعت مصالح المراقبة الصحية مؤخرا في تنفيذ برنامجها الخصوصي بفصل الصيف الذي تكثفت فيه عمليات التفقد والمراقبة والتحاليل على محلات المواد الغذائية بمختلف أصنافها وعلى شبكات وخزانات مياه الشراب وعلى الآبار والمواجل وكافة العيون ومنابع الماء بالمناطق الريفية. ويتلاءم برنامج المراقبة هذا مع طبيعة وخصوصية فصل الصيف الذي يعرف بالاقبال المكثف على استهلاك الماء وتأثر المواد الغذائية خاصة منها سريعة التعفن بفعل ارتفاع درجات الحرارة. وإذ تؤكد عمليات المراقبة التي أجريت على شبكات المياه والخزانات خلال الاشهر المنقضية من العام الحالي خلوّ مياه الشراب من أية مخاطر صحية في الوسطين الحضري والريفي مع فوارق بسيطة من حيث نسب المطابقة مع مواصفات المنظمة العالمية للصحة فإن عمليات التفقد التي أجريت في المحلات العمومية قد كشفت عن تجاوزات صحية خطيرة سجلت خاصة في المطاعم والمقاهي ومحلات الاكلات الخفيفة ومحلات المرطبات. وقد نفذت مصالح المراقبة الصحية منذ بداية السنة أكثر من 50 ألف زيارة لهذه المحلات أفضت الى تحرير نحو 3500 إنذار كتابي واقتراح غلق 170 محلا تابعا للمخالفين. وترتبط المخالفات خاصة بعدم تقيّد المخالفين بشروط حفظ الصحة ومقاييس النظافة على مستوى التجهيزات وفضاء المحلات وعلى مستوى العاملين في هذه المحلات وأيضا على مستوى مكونات المواد المعدة للاستهلاك. ورغم تسجيل المخالفات فإن الخطر الحقيقي الذي يتهدد صحة المواطنين لا يتأتى من المحلات العمومية التي تخضع الى الرقابة الدورية والمكثفة بقدر ما يتأتى من الباعة المتجولين ومن الطباخين ومعدي الاكلات الذين يتنقلون بين الديار والعائلات التي عادة ما تلهيها أجواء الاعراس والافراح عن الاهتمام بقواعد الصحة والسلامة. وقد يكون من المفيد أن ينتبه الجميع الى المخاطر التي يحملها هؤلاء الذين لا يخضعون لأي نوع من الرقابة عدا رقابة الضمير التي انعدمت لدى الكثيرين هذه الايام. يذكر أن الصائفة الفارطة سجلت حالات من التسمم جراء مخالفات من هذا القبيل.