تحول زياد الجزيري الى اوروبا في بداية الموسم الحالي والتحق برياض البوعزيزي في نفس البطولة ونفس الفريق... الجزيري في الحوار الموالي يحدثنا عن تجربته الجديدة وعن المنتخب وحظوظه في النهائيات القارية القادمة وعن قدرة اللاعب التونسي على النجاح في اوروبا بصفة عامة واللاعبين الذين يرى انهم قادرون على النجاح بصفة خاصة. نحن البلد الافريقي الوحيد (من بين المنتخبات المعروفة) الذي لم يفز بالكأس الافريقية... متى ننال هذا الشرف؟ الفرصة الآن موجودة ولابدّ ان نؤمن بحظوظنا وان تضع كل الاطراف اليد واعني بكل الاطراف اللاعبين والجمهور وتجنب ما وقع في نهاية لقاء اليابان لانه لا يعقل مهما كانت النتيجة والاداء ان يشجع الجمهور التونسي المنافس ونحن مقبلون على تظاهرة افريقية كبيرة... وكذلك وسائل الاعلام المطالبة بدعم المنتخب والوقوف الى جانبه واريد ان اقول لبعض الاطراف التي تشجع هذا اللاعب وتقف ضد الآخر انه عليها تأجيل ذلك الى حين اي بعد نهائيات كأس افريقيا. يبدو ان هجوم المنتخب ليس في افضل احواله لذلك قد يستنجد المدرب بسانطوس البرازيلي؟ هذه امنية بالنسبة اليّ وأنا انتظر ان يتحقق هذا الخبر السعيد لأن هذا اللاعب بالذات قادر على افادة المنتخب واعرف انه يحب تونس كثيرا وهو الآخر يتمنى ان يلعب لفائدة المنتخب التونسي. ولكن قدوم سانطوس قد يحيل احدكم على مقعد البدلاء؟ بالنسبة اليّ مرحبا به حتى لو اخذ مكاني في المنتخب يجب ان نفكر في مصلحة المجموعة والراية الوطنية قبل المصلحة الفردية وانا اعرف هذا اللاعب جيدا اولا كنا معا في النجم وكنا بمثابة الاصدقاء والاخوة ومازلت على اتصال بهذا اللاعب الذي يهاتفني اسبوعيا تقريبا ليسألني عن اجواء المنتخب وحظوظه وجديده وهو ما يؤكد انه متعلق بتونس ويرغب في اللعب لفائدة المنتخب الوطني. كما انه لاعب شاب مازال في بداية الطريق ونحتاجه لسنوات طويلة وليس في هذه النهائيات الافريقية فقط. وماذا سيغيّر قدوم سانطوس؟ سيغير الكثير من الاشياء وعلى كل المستويات تقريبا لأنه قوي بدنيا وتكتيكيا وله قدرة كبيرة على التجسيم وهو محترف حقيقي يلعب في اعلى مستوى وبإمكانه ان يقدّم المثال للاعبين الشبان والاستفادة منه من الناحية الإنسانية. وهو لاعب له شخصية قوية ولا يخشى اي منافس كما اثبت ذلك في البطولة الفرنسية ومن المنتظر ان تكون له فائدة كبرى على مستوى المعنويات لان نجاح المنتخب في الوديات لا يعني بالضرورة نجاحه في الرسميات لان الضغط سيكون اقوى. على ذكر الضغوطات يبدو ان المنتخب يفشل امام المنتخبات الصغرى وينجح امام المنتخبات القوية؟ هذه المسألة ليس لها علاقة بالمسائل النفسية وكل ما في الامر ان المنتخب يجد توازنه امام المنتخبات الكبرى التي تلعب الهجوم ونحن بطبعنا نحبذ اللعب على الهجومات المرتدة. وفي هذه الحالة نكون افضل واكثر نجاعة وهذا يعود الى العديد من المسائل مثل نوعية اللاعبين (السرعة في المراوغة والتوغل) وكذلك بحكم العادة ان المنتخب تعود على اللعب بهذه الطريقة كما ان المنتخب يدافع جيدا وامام الفرق الكبرى لان كل اللاعبين يشاركون في استعادة الكرة اما امام المنافسين الصغار فإن الخط الامامي يتعرى. ولكن القرعة وضعتنا امام منتخبات ضعيفة في النهائيات ولذلك من المنتظر ان نجد بعض الصعوبات؟ في النهائيات الافريقية يجب ان نتعامل مع كل مقابلة لوحدها اي مقابلة بمقابلة يجب ان لا نحلم منذ البداية بالادوار النهائية والمتقدمة ويجب ان نأخذ العبرة من الماضي. في كرة القدم لا توجد مقابلات سهلة واخرى صعبة هناك حظوظ عادة ما تكون متساوية بين الفريقين عندما يتعلق الامر بالنهائيات لان كل الفرق التي تأهلت هي فرق جيدة وبامكانها ان تدافع على حظوظها في التصفيات كثيرا ما تكون موازين القوى غير متكافئة لكن في النهائيات من الصعب ان تتحدث على عدم التوازن. الجهة اليمنى من المنتظر ان تمثل نقطة قوة المنتخب اين يوجد الجزيري والطرابلسي؟ هذا ما نتمناه فعلا ولكن داخل اي فريق يجب ان يكون هناك توازن والجهة اليمنى واليسرى يجب ان ينشطا معا واعتقد ان قوة المنطقة اليمنى قد تسهل مهمة المنطقة اليسرى وهذا ما حدث فعلا امام اليابان وخاصة في بداية المقابلة عندما ركز المنافس على الجهة اليمنى للمنتخب فتحرك المهذبي من الجهة الأخرى. لو نمرّ الى حياة «الجزيري» في الاحتراف كيف هي؟ بخير والحمد لله ألعب كأساسي منذ موسمي الاول وهذا هام لان اللاعب الذي يتحول الى اوروبا يجب ان يحدد اهدافه بصفة دقيقة كي يحقق النجاح... في البداية يجب ان يضمن ان يلعب كأساسي والمهم ان المسؤولين والمدرب والجمهور يحبون الجزيري وينتظرون منه الكثير. حسب اعتقادي النجاح في الاحتراف مرتبط بالعديد من الاشياء والحمد لله انها متوفرة بالنسبة لي الآن المدرب يعرفني جيدا ويحيطني برعاية خاصة. هل تلعب هناك في نفس المركز مع المنتخب؟ لا ألعب كقلب هجوم لان المدرب يرى اني سريع وبامكاني ان اضع الدفاع المنافس في وضعية حرجة واجعله يرتكب الاخطاء في منطقته وليس بعيدا عن المرمى بأكثر من 50 مترا. تبدو غير راض اذن على موقعك في المنتخب؟ المسألة من مشمولات المدرب وروجي لومار الذي درب زيدان وهنري وغيرهم وبالتالي له كفاءة كبيرة بل عالية وهذا لا يدخل في تحسين العلاقة مع لومار بل هي حقيقة واتصوّر ان المنتخب في الطريق الصحيح. ولكننا وجدنا بعض الصعوبات في اللقاءات الاخيرة؟ هناك موازين قوى يجب ان نعترف بها والمنافسون الذين لعبنا امامهم في الفترة الاخيرة من الحجم الكبير واعتقد ان اللاعب التونسي له الذكاء والمهارات والحيوية لكن تنقصنا القوة العضلية الموجودة في افريقيا ونسعى الى تعويض هذا النقص ب «القليّب» ولكن يجب ان تضع كل الاطراف اليد في اليد حتى لا يضطر اللاعب الى مواجهة المنافس والجمهور وبعض الآراء المتعصبة في نفس الوقت. وكيف نتجاوز هذا النقص؟ المسألة واضحة... لابدّ من الاحتراف في اوروبا لابدّ ان نفتح الابواب امام الشبان وأرى هناك عديد اللاعبين الشبان القادرين على النجاح في اوروبا. هل تذكر بعض الامثلة؟ الى جانب لاعبي المنتخب القادرين على النجاح في الاحتراف هناك شبان آخرون اذكر منهم احمد خنشيل واشرف الخلفاوي وكريم حقي... كل هؤلاء قادرون على النجاح بالنظر الى خصالهم الفنية والبدنية. أنت تنشط الى جانب رياض البوعزيزي في نفس الفريق فكيف تحكم على البوعزيزي المدافع؟ بالفعل البوعزيزي ينشط مع «غازيان تاب سبور» في محور الدفاع ويقدم مردودا متميزا بانتظام وذلك بالنظر الى الخبرة التي اصبح يتمتع بها وكذلك بالنظر الى خصاله الدفاعية. هل هو قادر على النجاح مع المنتخب كمدافع؟ بالتأكيد ولكن يجب ان تكون هناك لحمة بينه وبين خالد بدرة لان اللحمة هامة جدا في كرة القدم. وكيف تقيم البطولة التركية؟ قوية جدا وقد انبهرت بمستواها وهي افضل من عديد البطولات المعروفة في اوروبا والكرة التركية كرة صاعدة والجمهور التركي يحب كرة القدم بجنون كبير واستعد للقاء انقلترا على امتداد اشهر طويلة وصعود الكرة التركية يتجلى في احتلال تركيا المركز الثالث في بطولة العالم وذلك تألق الاندية اذ فاز بيسكتاش على تشلسي الانقليزي في انقلترا بالذات رغم نجوم هذا الفريق وانهزام قلعة السراية في ايطاليا امام جوفنتس بصعوبة رغم ان القلعة فقدت الكثير من حصانتها هذا الموسم.