توقفت البطولة الوطنية عن النشاط كالعادة وستستمر هذه »البطولة« على امتداد شهرين قريبا لاننا لن نشهد الا جولتين خلال الشهرين الجاري والقادم، بداية البطولة هذا الموسم كانت مطمئنة نسبيا بالمقارنة مع بطولات المواسم الفارطة وتابعنا بعض المقابلات التي طغى عليها التشويق وشدة التنافس وتوقف البطولة لفترة طويلة، قد يؤثر على النسق في الفترة القادمة، ولذلك حضر سؤال... لماذا؟ لماذا توقفت البطولة كامل هذه الفترة خاصة ان المنتخب سينشط وديا على امتداد أسبوعين فقط؟ ولماذا تنشط كل بطولات العالم الا بطولة تونس؟ وما علاقة الوطني "ب" بالمنتخب؟ ولماذا تساهم الجامعة في تفاقم مشاكل الاندية المادية... كل هذه الأسئلة تحثنا عن اجابات لها في التحقيق التالي مع أهل الذكر. زياد التلمساني (لاعب دولي سابق) من المضحك أن نجد سنة 2003 توقفا في البطولة لمدة شهر بأكمله او هو امر لا يحدث الا في بطولات بدائية، لكن ان يحصل ذلك في تونس ونحن نعد لبطولة افريقيا للامم 2004 وتصفيات كأس العالم التي اصبحت على الأبواب فهو غير مفهوم. فكل العارفين بالكرة يدركون ان أفضل وسيلة لاعداد المسابقات القارية والدولية هي المباريات الرسمية لانها وحدها تضمن النسق وأظن ان من وضع الرزنامة لم يضع ذلك في حساباته، إضافة لذلك فنحن نبحث على الاحتفاظ وترفيع النسق الذي عرفته البطولة في بداية هذا الموسم، وفجأة نجد أنفسنا امام شهر من الراحة لا يمكن ان نحسبه على المنتخب خاصة ان 70 من تشكيلته تنشط خارج الحدود، يجب مواجعة النظر في هذه اللخبطة والحسابات الخاطئة والتخلص من هذه العادات السيئة التي ترافق الرزنامة في كل موسم بدون موجب. لطفي الحسومي (مدرب ولاعب سابق) هذا التوقف الذي تعرفه البطولة، يمكن ان يكون في مصلحة فرق معينة ومضر بفرق أخرى، فهناك في بداية الموسم أندية لم تعرف توازنها كما يجب وهي بحاجة لمراجعة حساباتها وقد جاءتها فترة توقف البطولة كمتنفس حقيقي لاعادة بلورة عدة امور في المقابل هناك أندية أخرى سجلت نتائج طيبة وعرف نسقها تحسنا ملحوظا، يمكن أن يضربها التوقف المطول للبطولة لكن يجب اخد الامور من زاوية المنتخب لانني مع إعطاء المنتخب الوطني المدة الزمنية التي يريدها لتحضير نهائيات كأس افريقيا للامم ولو على حساب الاندية، لان نجاحه هو في النهاية نجاح لكرتنا عموما ولا تنسوا ان احدا لن يرحم المنتخب في حال خيبة لا قدر ا& لذلك يجب ان تتوافق الرزنامة مع تصورات المدرب الوطني على مستوى توزيع الرزنامة وتماشيا ومتطلبات تحضيرات المنتخب. جلال القادري (مدرب) بالنسبة لي هذه الفترة من توقف البطولة لها أبعاد سلبية خاصة على الاندية الصغرى فهل يعقل ان نخوض في شهرين مباراتين فقط في اطار البطولة، ولا أريد ان أتعرض هنا لكأس الرابطة لانها بلغتنا العامية »كعك ما يطير جوع«، والاشكال الأكبر هنا على مستوى مصاريف الاندية فهي مطالبة بالإيفاء بالتزاماتها المادية من جرايات وغيرها، بدون وجود مداخيل، إضافة لذلك هناك عنصر »تكسير« النسق وهو ما يخلق ارباكا على مستوى عطاء اللاعبين، وشخصيا كمدرب لفريق في الوطني »ب« لا أفهم لماذا يقع ربط الوطني »أ« بالوطني »ب« في فترة الراحة والحال أنه ليس هناك أي لاعب من الوطني »ب« في المنتخب كما أنه لا يمكن ان يكون المنتخب ذريعة باعتبار ان تحضيرات المنتخب خلال هذين الشهرين لن تتجاوز ال10 أيام و3 مقابلات ودية، كنا نود ان يتم مراجعة نقاط الضغف في الرزنامة لانها مرهقة على مستوى التصرف فيها. علي النابلي يجب استغلال هذه الفترة التي تخضع خلالها البطولة الى راحة مطولة لاجراء أكثر عدد ممكن من المباريات الودية التي يجب الا تقل عن 7 مقابلات مع شرط وهو ان تكون ضد منتخبات افريقية. وفي خصوص التربصات، فمن المحبذ تجنب التربصات طويلة المدى لما يفرزه ذلك من ملل لدى اللاعبين وحتى اذا ما تم ذلك فيجب ان يحصل مع اقتراب موعد انطلاق كأس إفريقيا. وفي ما يتعلق بالتشكيلة فقد آن الأوان لكي تستقر ويعرفها الجمهور عوض التمادي في الاختبارات لا سيما ان موعد انطلاق التظاهرة الافريقية قد اقترب. وفي ضوء المقابلات الودية الأخيرة فان الدفاع يشكو بعض الخلل على مستوى المحور وقد تجلى ذلك بالخصوص خلال لقائنا الودي الأخير ضد منتخب الكوت ديفوار. أما وسط الميدان فانه يفتقر الى اللمسة الأخيرة ومن ناحية افتكاك الكرة فاني لاحظت شخصيا أنها تتم عن طريق لاعبي الدفاع والمفروض ان تتم على مستوى خط الوسط أي بعيدا عن مرمانا. وفي الهجوم، أعتقد أنه من الضروري الاعتماد على ثنائي متكامل وهو ما يتوفر في علي الزيتوني وزياد الجزيري.