توج الاجتماع الثاني للمنتدى الاقتصادي العربي الياباني الذي احتضنته تونس يومي 11 و12 ديسمبر 2010 بمشاركة وزراء ومسؤولين حكوميين ورجال أعمال من القطاعين العام والخاص في كل من اليابان والدول العربية بإصدار "إعلان تونس" الذي أكد الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات الاقتصادية بين اليابان والعرب والارتقاء بها إلى مستويات أفضل بما يعمق التفاهم والتبادل المشترك . وأشار "إعلان تونس" إلى أن حصيلة هذا المنتدى تعد مثمرة للغاية وتتجلى من خلال المناقشات والحوارات المتنوعة التي جرت بين المؤسسات والشركات في الدول العربية واليابان. وتركز الإعلان على جملة من المحاور تتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية بما يساهم في تحقيق السلام والتعاون في مجالات الطاقة والبيئة والموارد البشرية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والتجارة والاستثمار والشراكة والسياحة والتمويل. تطوير العلاقات الاقتصادية بين اليابان والدول العربية والمساهمة في تحقيق السلام: أكد الجانبان في هذا المحور ضرورة تعميق التفاهم والتبادل فيما بينهما من اجل الاستخدام الكامل لإمكانياتهما لتطوير العلاقات الاقتصادية المتنوعة بما يعود بالنفع عليهما. كما أعربا عن ارتياحهما لانعقاد دورتي المنتدى الاقتصادي العربي اليابانى الأولى في طوكيو باليابان في ديسمبر 2009 والثانية في تونس في ديسمبر 2010 والتي عمقت التفاهم المتبادل بين الجانبين وأسفرت عن نتائج ملموسة ولا سيما التوقيع على عدد من الوثائق في هذا الاجتماع. وعبرت الدول العربية عن تقديرها لمساهمة الحكومة اليابانية والقطاع الخاص في مشاريع وأنشطة في البلدان العربية من أجل تنميتها اقتصاديا مبرزة أهمية الدور المحوري للمعونة اليابانية الرسمية من اجل تنمية البلدان العربية. وأشار الجانبان إلى ضرورة تطوير العلاقات في شتى المجالات وتطابق وجهات نظرهما في تعميق العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في ظل بيئة سياسية تسهم في إقامة السلام العادل والشامل في المنطقة القائم على تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة ومبدإ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية. ودعا الطرفان إلى تطوير التعاون في المجال الصناعى بمختلف فروعه إلى جانب تطوير العلاقات التجارية بين الدول العربية في إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والتصميم على إنهاء جولة الدوحة للتجارة بشكل متوازن وطموح. التعاون في مجال الطاقة والبيئة أكد الجانبان عزمهما على التعاون على أساس المنفعة المتبادلة في مجال النفط والغاز الطبيعى في قطاعي الاستكشاف والحفر واستخراج البترول الخام وشبكات التوزيع للمستخدمين مبرزين الدور الأساسي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول بهذا الخصوص. كما أكدا أهمية العمل على تنمية مشاريع الطاقة المتجددة باعتبارها وسيلة فعالة للاستجابة للاحتياجات المتزايدة للطاقة في العالم مستقبلا مرحبين بتطوير مشاريع ملموسة في مجالى أشعة الشمس وحرارتها وذلك بمشاركة القطاعين العام والخاص. وأبرز الجانبان أهمية التعاون المشترك في مجال المياه في الدول العربية معربين عن ارتياحهما لتطوير الجهود في المجالات المختلفة بما في ذلك "حوار السياسات المائية" وبعثات الأعمال. واتفقا على تبادل وجهات النظر حول إمكانية التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ورحب الجانب العربي بمشاركة الشركات اليابانية في مشاريع إنشاء محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء. التعاون في مجال تنمية الموارد البشرية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا: تعمل اليابان والدول العربية على تعزيز التعاون متعدد الجوانب في مجالات تطوير التعليم الابتدائي وبناء القدرات للصناعات التحويلية وإنشاء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا وتنفيذ مشروع تنمية برج السدرية للعلوم والتكنولوجيا في تونس. وأقر الجانبان أهمية مواصلة تطوير التعاون في هذه المجالات، ومن ضمنها إنشاء جامعات عربية يابانية أخرى. وناقش الجانبان إمكانية التعاون بين اليابان والدول العربية في مجال تقنية المعلومات والتكنولوجيا المتقدمة وتكنولوجيا الفضاء. التعاون في مجال التجارة والاستثمار والشراكة والسياحة والتمويل: اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الاقتصادية من اجل تحسين البنى الأساسية في مجالات السكك الحديدية والإنشاءات ومحطات الطاقة. وأعرب الجانب الياباني عن عزمه المساهمة بفعالية في تحسين البنى الأساسية في المنطقة العربية بالتعاون مع الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما في ذلك استخدام التمويل. وأقر الجانبان ضرورة تطوير التجارة والاستثمار معربين عن الأمل في تنفيذ مشاريع ملموسة من جانب الشركات في كلا الجانبين. كما ابرزا الدور الحاسم للمؤسسات المالية في تعزيز الأعمال التجارية والاستثمار في كل من اليابان والدول العربية وأهمية تعميق العلاقات المالية من خلال تبادل المعلومات عن الاستثمار في الاتجاهين. ورحب الجانبان بالتطورات الأخيرة في مجال السياحة مبرزين دورها فى تعزيز الاقتصاد والتنمية الاجتماعية وأهمية دعم وتعزيز القطاعات السياحية بين اليابان والدول العربية. العمل المستقبلي: أكد الجانبان على توفر تفاهم مشترك عميق بينهما مسجلين تطورا في علاقاتهما الاقتصادية منذ الاجتماع الأول للمنتدى ومرحبين بالزيادة في المشاريع الجديدة من قبل مؤسسات القطاع الخاص اليابانية وداعيين إلى التسريع في تعزيز علاقات التعاون بين تلك الشركات الخاصة حتى الاجتماع المقبل. وأكد الطرفان أن هذا المنتدى يعد إطار عمل مشترك يربط بين أنشطتهم وفعالياتهم التجارية مشيرين إلى تطوير التعاون الملموس الذي تقوم به المنظمات اليابانية ذات العلاقات. كما أعرب الجانبان عن أملهما في تنفيذ مختلف البرامج في المستقبل والحرص على تكوين أرضية مشتركة في إطار هذا المنتدى وتعزيز تبادل المعلومات. وأعرب الطرفان عن تقديرهما لترتيبات المنتدى وكرم الضيافة من قبل الحكومة التونسية وشكرهما للسفارات اليابانية في الدول العربية للتعاون الذي قدمته. كما قرر الجانبان عقد الاجتماع الثالث للمنتدى الاقتصادي العربي الياباني في طوكيو في 2012 .
