أخبار تونس تعتبر الشركة التونسية لصناعة الحديد ” الفولاذ” من الشركات الهامة التي أحدثت في منتصف الستينات في نطاق استثمار هام لتركيز صناعة مندمجة تجد كل حاجياتها في السوق المحلية من المواد الأولية المتأتية من مناجم الجريصة والتي يتم تحويلها إلى الفرن العالي للفولاذ. وتتجه عناية هذه الشركة حاليا في إطار القسط الثاني من برنامج تأهيلها إلى البحث عن شريك استراتيجي وفتح رأس المال إلى مستثمر ذي خبرة عالمية في القطاع، بهدف الترفيع في القدرة الإنتاجية للشركة إلى مستوى 700 ألف طن سنويا مع الضغط على التكاليف. وقد خصصت استثمارات بقيمة 51 مليون دينار لانجاز القسط الأول من برنامج التأهيل المتمثل في تركيز فرنين كهربائيين بطاقة إنتاج لكل منهما 100 ألف طن بتمويلات بلغت 30 م د وتحديث فرن البوتقة لتحسين طاقة صقل المعادن والتخلص من الفضلات وتحديث معدات الدرفلة لتصنيع حديد بناء 500 ار بي بداية من سنة 2010. هذا وتحتل هذه الشركة مكانة هامة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فهي تساهم في توفير حوالي ألف موطن شغل بنسبة تأطير تبلغ 6 بالمائة مع توفير مواطن شغل غير مباشرة تعد بالآلاف. فقد تمكنت بفضل خطة عمل ناجعة من توفير منتوج عالي الجودة حسب مواصفات تونسية مصادق عليها من طرف المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية بفضل الخبرة والتجربة التي تتمتع بها كفاءاتها البشرية. ويذكر أن الدراسات جارية للرفع في إنتاجية الحديد نظرا لتزامن ذلك مع إقبال تونس على مشاريع ضخمة تستدعي زيادة في الطلب إلى حدود 10 بالمائة سنويا وتحتم الزيادة في الطلب على الشركة الإسراع في تنفيذ خطتها ضمن شراكة إستراتيجية دون التفكير في خوصصة الشركة. وفي هذا الإطار ستعمل الشركة خلال السنة الحالية على إنجاز دراسة تموقع وإعادة هيكلة وتطهير مالي وسيمثل مخزون الجهة أحد أهم العوامل المساعدة على ذلك باعتباره يوفر العديد من الإمكانيات، ذلك أن المؤسسة منتصبة على مساحة 80 هكتارا. وهي فضلا عن ذلك مرتبطة بشبكة السكك الحديدية والطريق السيارة إضافة إلى وجود المرفأ البحري الخاص بالشركة والذي يمكن من تسهيل عمليات الرفع والإنزال والمبادلات التجارية الدولية، كما يوجد صلب المؤسسة مركزية لإنتاج الأكسيجين والازوط تفوق طاقة إنتاجها الحاجيات الحالية. وقد مثلت مختلف هذه العوامل أبرز روافد فوز الشركة بصفقات مهمة، إذ تمكنت الشركة من توفير منتوج ذي جودة عالية حسب مواصفات تونسية وأهلتها لأن تتحصل على شهادة مطابقة المواصفات الفرنسية مما مثل عاملا أساسيا في اختيار منتجات الفولاذ من قبل اليابانيين لبناء جسر رادس حلق الوادى. وهي بالإضافة إلى كل ذلك ولمزيد دعم مكانتها في السوق مع المحافظة على البيئة، قامت بإدخال طريقة جديدة للمحافظة على المنظومة البيئية اعتمادا على رسكلة النفايات من خلال إحداث شبكة لتجميع الفضلات الحديدية وقد بلغ عدد المزودين حاليا 200 مزودا بما مكن من خلق مواطن شغل جديدة. ومن المنتظر أن يتدعم الموقع الاقتصادي لهذه الشركة في قطاع مجال الخدمات والتجارة والتجهيز والإسكان، لاسيما أمام النمو المطرد الذي تشهده تونس خاصة في ميدان البناء والأشغال العمومية والبني الأساسية. فقد تنامت حاجيات البلاد من الحديد بنسبة تناهز 7 بالمائة سنويا لتصل حاليا هذه الحاجيات إلى 600 ألف طن سنويا أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه ويمكن لحاجيات السوق أن تصل إلى مليون طن.