أخبار تونس – في إطار انفتاح تونس على محيطها المتوسطي ،ينظم المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية أيام 20 و 21 نوفمبر 2009 ندوة حول «التشغيل في المتوسط في 2030» والتي تلتئم في إطار سلسلة اللقاءات المتوسطية التي تنظمها شبكة الاستشراف التي بادر باقتراح إنشائها معهد الاستشراف الاقتصادي للمتوسط والتي تضم مؤسسات مختصة في الدراسات الاستشرافية من جل البلدان المتوسطية إلى جانب مؤسسات تعنى بالاستشراف في المستوى الإقليمي والعالمي.. وشارك في تنظيم هذه الندوة برنامج الأممالمتحدة للتنمية. ويعتبر المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية من مؤسسي هذه الشبكة بمشاركته في اجتماعها التأسيسي بباريس في أفريل 2009. ويبحث المشاركون على مدى يومين مواضيع تتصل بسوق العمل في حوض المتوسط والهجرة والاندماج الإقليمي والشراكة الاورومتوسطية في أفق عام 2030. وتهدف الشبكة المتوسطية إلى إنجاز بحوث استشرافية تتصل بالخصوص بميادين البيئة والتغيرات المناخية والطاقة والتشغيل والفلاحة في بلدان المنطقة وترفع نتائجها إلى القمة القادمة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد من أجل المتوسط. وسجل من خلال المداخلات المقدمة حول موضوع التشغيل في أفق 2030 أن سوق الشغل ببلدان الضفة الجنوبية للمتوسط تتميز بضعف نسبة الفئة النشيطة بمعدل 45 بالمائة وارتفاع نسبة البطالة في المقابل إلى حدود 13 بالمائة. كما بين المشاركون أن 31 بالمائة من السكان سنهم دون 15 عاما وهو ما يتطلب إحداث 22 مليون و500 ألف موطن عمل في أفق 2030، ومن أجل الاستجابة للطلبات الإضافية يتعين رفع تحديات التصرف في تدفق الهجرة ودفع النمو وملائمة التكوين مع احتياجات المؤسسات الاقتصادية وتدعيم الاندماج الاورومتوسطي. وفى مداخلة للسيد الطيب الحذري مدير عام المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية ، أكد على أهمية اعتماد نظرة إستراتيجية مشتركة على صعيد المتوسط من اجل إقامة مشاريع واقتراح أفكار بناءة ومفيدة لكافة البلدان الشريكة بالمنطقة لمساعدتها على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. كمابين أن الاجتماع الحالي يتيح التعمق في دراسة معضلة البطالة وتبادل الخبرات بشأن سبل مواجهة انعكاساتها في بلدان المنطقة. ومن جهتها دعت السيدة “سيسيل جولي” ممثلة معهد الاستشراف الاقتصادي للعالم المتوسطي إلى إحلال مسألة التشغيل مكانة الأولوية في علاقات التعاون شمال جنوب من أجل تشخيص السبل الكفيلة بمزيد التحكم في البطالة مبرزة مدى إسهام شبكة الاستشراف في اقتراح مشاريع هادفة في المجال. وتقيم هذه اللقاءات شبكة الاستشراف التي انشئت في 21 افريل 2009وذلك بهدف انجاز بحوث استشرافية تتصل أساسا بميادين البيئة والتغيرات المناخية والطاقة والعمل والزراعة في بلدان المنطقة وترفع نتائجها إلى القمة القادمة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد من اجل المتوسط. ويقوم المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، والذي أحدث بموجب قانون 25 أكتوبر 1993 ومقره بتونس العاصمة، بمهمة البحث والدراسة والتحليل واستشراف آفاق المستقبل القريب والبعيد حول كل المسائل ذات العلاقة بالأحداث والتطورات الظرفية والظواهر المختلفة على الصعيدين الوطني والعالمي، والتي يمكن أن تكون لها صلة بمسار التنمية للمجتمع التونسي في كل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بهدف تفسير هذه المسائل وتوضيحها أو استباق تطورها عبر صياغة التصورات والفرضيات المختلفة لذلك، وأيضا حول المسائل التي يكلف بها في نطاق هذه المهمة.