أخبار تونس– ضمن أنشطة “شبكات الامتياز” التابعة لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، نظمت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية يوم الاثنين بالعاصمة، الدورة التكوينية الثانية في مجال السلامة المعلوماتية. وتتواصل الدورة، التي تؤمنها كفاءات من الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية، إلى غاية 9 أكتوبر 2009. ويتابع الدورة التكوينية 15 مهندسا للسلامة المعلوماتية من 11 دولة افريقية، هي المغرب وموريتانيا والسنغال والنيجر والطوغو وبوركينا فاسو ومدغشقر ومالي وغينيا وجيبوتي ورواندا. وستكون الدورة مناسبة لبحث الخصائص التقنية للجرائم الرقمية وللسلامة المعلوماتية علاوة على درس التحديات المستقبلية. كما يهدف القائمون على هذه الدورة إلى إقامة علاقات تعاون ثنائي وإقليمي بين البلدان الإفريقية وتعزيزها في مجال السلامة المعلوماتية وفتح آفاق جديدة للاستثمار في المجال. ولدى افتتاحه لأشغال هذه الدورة، بين السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال، أهمية السلامة المعلوماتية التي أصبحت تشكل حجر الزاوية في الاقتصاد الجديد ولا سيما في مجالات الإدارة الالكترونية والصحة والنقل والبنوك وغيرها. وتم التأكيد بالمناسبة على أن تنامي الاعتماد على تقنيات الاتصال الحديثة وارتباط مصالح الأفراد والمؤسسات بها ساهم في زيادة الوعي والاهتمام بالسلامة المعلوماتية باعتبار تفاقم المخاطر الناجمة عن تسريب المعطيات والمعلومات وضرورة تأمين المنظومات المعلوماتية ولا سيما تلك الخاصة بالحكومات والمؤسسات والأفراد وحمايتها من الاختراقات. وقد اهتمت تونس بتأمين سلامة المنظومات الإعلامية والشبكات الالكترونية من خلال بعث الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية بمقتضى القانون عدد 5 لسنة 2004 المؤرخ في 3 فيفري 2004. وتضطلع الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية بالمهام التالية : – مراقبة عامة للنظم المعلوماتية والشبكات الراجعة بالنظر إلى مختلف الهياكل العمومية والخاصة . - السهر على تنفيذ التوجهات الوطنية والإستراتيجية العامة لسلامة النظم المعلوماتية والشبكات. - متابعة تنفيذ الخطط والبرامج المتعلقة بالسلامة المعلوماتية في القطاع العمومي باستثناء التطبيقات الخاصة بالدفاع والأمن الوطني والتنسيق بين المتدخلين في هذا المجال. - ضمان اليقظة التكنولوجية في مجال السلامة المعلوماتية. – وضع مقاييس خاصة بالسلامة المعلوماتية وإعداد أدلة فنية في الغرض والعمل على نشرها. – العمل على تشجيع تطوير حلول وطنية في مجال السلامة المعلوماتية وإبرازها وذلك وفق الأوليات والبرامج التي يتم ضبطها من قبل الوكالة. – المساهمة في دعم التكوين والرسكلة في مجال السلامة المعلوماتية. – السهر على تنفيذ التراتيب المتعلقة بإجبارية التدقيق الدوري لسلامة النظم المعلوماتية والشبكات. ويسهر على قيادة هذه الإستراتيجية نخبة من الكفاءات الهندسية الشابة تضم 184 مدققا من القطاع الخاص. وتتعامل الوكالة مع قاعدة بيانات تضم أكثر من 8200 مشترك من بين المؤسسات الإدارية والاقتصادية والتربوية. وذكر السيد الحاج قلاعي بأن تونس أقرت إجبارية التدقيق الدوري في مجال السلامة المعلوماتية للرفع من مستوى سلامة النظم المعلوماتية الوطنية. كما تم إقرار إجبارية إعلام الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية فورا بالهجمات والاختراقات وغيرها من الاضطرابات التي من شأنها عرقلة استغلال نظام معلوماتي أو شبكة أخرى حتى يتسنى لها اتخاذ التدابير الضرورية. وأكد السيد الحاج قلاعي بالمناسبة ضرورة دفع التعاون والتكامل جنوب/ جنوب لتأمين سلامة المنظومات المعلوماتية والشبكات الالكترونية بالقارة الإفريقية بما يتيح للقارة الاستفادة المثلى من تقنيات الاتصال الحديثة. وتبعا لهذه الإجراءات توفقت تونس كذلك إلى إحداث أول مركز على المستوى الإفريقي للاستجابة للطوارئ المعلوماتية تم الاعتراف به دوليا وقبول انخراطه في المنتدى العالمي لمراكز الاستجابة للطوارئ المعلوماتية. وكانت المنظمة الأممية قد اعتمدت مركز الاستجابة للطوارئ المعلوماتية التابع للوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية كمركز امتياز على المستوى الإفريقي. وتشير آخر الأرقام التي أعلنها الوزير بشأن هذا الموضوع، إلى منح 4600 شهادة. ونلاحظ في هذا الصدد أن عرض النطاق الترددي لشبكة الانترنت قد تضاعف 5 مرات في العامين الماضيين، من 3.1 جيغابايت في الثانية في نهاية عام 2007 إلى 17.5 جيغابايت في الثانية سنة 2009 . وهذا يعكس دينامكية خدمات الانترنت في تونس. وقد منح الرئيس زين العابدين بن علي اهتماما خاصا لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فقد أنشئت بموجب القانون رقم 2366 في 12 أوت 2009 لجنة لتزويد البلاد بعناوين الإنترنت لضمان تلبية الاحتياجات في المستقبل عبر الانتقال إلى الإصدار الجديد من بروتوكول الإنترنت IPv6 الذي يعتبر “تحديا كبيرا بالنسبة لاقتصاد الغد”. في مقابلة مع INFOTUNISIE.COM “” قال السيد ماوريسيو بونافيا ، مدير التعاون في السفارة الايطالية في تونس ، إن هذه الدورة التدريبية التي ينظمها مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية بالتعاون مع الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية في إطار التمويل الايطالي ، قد تمت على أساس اختيار الأممالمتحدةلتونس لخبرتها في مجال الأمن . “هذه الدورة التدريبية هي جزء من برنامج أنشطة “شبكات الامتياز”. وهي تجمع 15 فنيا ومهندسا إفريقيا ستتاح لهم الفرصة للالتحاق بدورات تدريبية متقدمة تهتم بالمواضيع ذات الأولوية بما في ذلك الإستراتيجية والأمنية” . وقال الدبلوماسي الايطالي أن هذا الدورة تهدف إلى زيادة تعزيز التعاون الثنائي التونسي- الايطالي في إطار اللجنة المشتركة لتحديد شكل الشراكة الثلاثية”.