تسعى جمعية صيانة مدينة جمال منذ تأسيسها في جويلية 2001 الى التعريف بتاريخ مدينة جمال من ولاية المنستير والعمل على اثرائه والمساهمة فى حماية الخصائص العمرانية لهذه المدينة لضمان طابعها الأصيل الشعبى والفلاحى فضلا عن المساهمة فى ترميم وصيانة معالمها الاثرية.وتعتبر مدينة جمال من أكثر مدن جهة الساحل التونسي إشعاعا لتميز معالمها الأثرية خاصة داخل المدينة العتيقة التي تشهد على أهمية دورها الدينى والعسكري والتجاري عبر التاريخ وبفضل موقعها على الطريق الرابطة بين شمال البلاد وجنوبها. وأوضح السيد رضا حمودة رئيس جمعية صيانة مدينة جمال أن جمال كانت قطبا اقتصاديا مشهورا بقوافله التجارية ومثلت الى وقت قريب أول مزود للجهة بالادوات الفلاحية المصنوعة من الخشب ثم الحديد والمعتمدة لجنى وتحويل الزيتون. وهو نشاط مازال قائما بالطريقة التقليدية الى اليوم فى قلب المدينة العتيقة. ومن جهته أشار الباحث ناجى جلول فى كتابه الرباطات البحرية بأفريقية فى العصر الوسيط الى أن مدينة جمال كانت تمثل الى جانب قرى المنارة ومنزل كامل وزرمدين والبرجين والكنائس والوردانين مراكز مرابطة تشتمل على قصور داخلية لتدعيم الرباطات البحرية المنتشرة على السواحل التونسية. ويوجد الى الان جامع القصر أو جامع المراكشية بالمدينة العتيقة مع جزء بسيط من سوره الشامخ الذى يكشف دوره العسكرى التاريخي كمركز مرابطة. ويؤكد الباحث أن هذا القصر قد تحول فى العهد الحفصى الى قاعدة اساسية لحركة الشابية الصوفية التى لعبت دورا هاما فى الصراع المسلح العثمانى الاسباني. وكانت جمال من أبرز مراكز التصوف بالساحل التونسي. وتتميز مدينتها العتيقة بخصائصها المعمارية الاسلامية وبالجوامع ومقامات الأولياء الصالحين البالغ عددها 20 حسب إحصاء أعدته جمعية صيانة المدينة.