عرفت تونس انخفاضا في الاحتجاجات في شهر سبتمبر مقارنة بالأشهر الماضية حيث شهدت مختلف انحاء البلاء 590 تحرّك احتجاجي حسب تقرير للمرصد الاجتماعي التونسي والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بعد أن كان عدد الاحتجاجات في شهر أفريل الفارط 1439 نسبة انخفاض ناهزت 59 في المائة. ومثّل نزول كميات كبيرة من الأمطار خلال شهر سبتمبر عنوانا كبيرا للتحركات الاحتجاجية إذ عرت السيول الجارفة في مختلف مناطق نابل هشاشة البنية التحتية في الجهة الامر الذي أدى الى اندلاع احتجاجات اجتماعية في الكثير من المناطق طلبا للتدخل العاجل للإنقاذ أولاّ ثم طلبا للتسريع في توفير الخدمات الأساسية مثل توفير الكهرباء والماء الصالح للشراب والمساعدة على التخلّص من المياه المتراكمة والتي غمرت منازل الأهالي في الاحياء التدخل. كما تسببت الامطار في اتلاف عديد المساحات المزروعة في الروحية، ولاية سليانةوالقيروانوسيدي بوزيد والوطن القبلي ما دفع بالفلاحين الى الاحتجاج للاستفادة من التعويضات التي اقرتها الدولة ولم تقم بصرفها. ومن المهم التذكير ان العودة المدرسية قد تعطلت في العديد من المناطق في القيروان إذ تم رصد 24 تحركا احتجاجيا ذو خلفية تربوية وذلك بسبب النقائص التي شابت العودة المدرسية بالإضافة الى تواتر الاحتجاجات بسبب رداءة البنية التحتية. وفي ولايتي قفصةوسيدي بوزيد اتصلت الاحتجاجات بأسباب لها علاقة برداءة لبنية التحتية والخدمات مثلت محاولات الانتحار شكلا احتجاجيا بارزا الأساسية تليها أسباب ذات خلفية اقتصادية واجتماعية. كما مثل في الولايتين، إذ هدد مجموعة من المعتصمين في أم العرائس بولاية قفصة بالانتحار الجماعي طلبا للتشغيل. وتجدر الإشارة الى ان ولاية سوسة تأتي في مرتبة رابعة ضمن الولايات الأكثر احتجاجا وذلك بسبب تواتر الاحتجاجات الاجتماعية المرصودة في معتمدية النفيضة لأسباب متنوعة منها ما هو اداري وما هو بيئي واقتصادي واجتماعي. القيروان..الأكثر احتجاجا بلغ عدد الاحتجاجات الاجتماعية المرصودة خلال شهر سبتمبر 591 تحركا احتجاجيا منها 547، في شكل احتجاجات جماعية و10 احتجاجات فردية، كما تم رصد 34 حالة ومحاولة انتحار كانت أغلب ضحاياها من الذكور بنسبة 79 بالمائة. وتحتل القيروان الترتيب الأول ضمن ولايات الجمهورية من ناحية التحركات الاحتجاجية والمطلبية الاجتماعية، حيث عاشت لوحدها خلال شهر سبتمبر على وقع 125 تحركا بنسبة تفوق 21 %، تليها في ذلك ولاية قفصة ب61 تحركا فولاية سيدي بوزيد ب60 تحركا ثم ولاية سوسة ب49 تحركا وصفاقس ب 37 تحركا فولاية نابل ب35 تحركا وتمثل الاحتجاجات الجماعية 93 % من مجموع التحركات التي شهدها شهر سبتمبر في حين لا تتجاوز التحركات الفردية ال%7. تجدر الإشارة الى ان نسق الاحتجاجات الاجتماعية قد ارتفع خلال شهر سبتمبر مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضة 2017 فبعد ان كان العدد في حدود ال370 حركة احتجاجية ارتفع ليصل الى حدود ال547 تحركا أي بزيادة بحوالي %33 في المقابل يعرف حجم التحركات الاحتجاجية لشهر سبتمبر 2018 تراجعا مقارنة بنظيره من سنة 2016 الذي سجل 674 تحركا احتجاجيا. ومّثلت البنية التحتية والنقص في التزود بالمياه والنقائص التي رافقت العودة المدرسية أبرز مثّلت العودة المدرسية ابرز احداثّ الأسباب المباشرة التي حركت الاحتجاجات في عديد المناطق.