حوادث مرورية لا تحصى و لا تعدّ تحدث بين الفينة و الأخرى على مستوى السّكك الحديدية بين اصطدام قطار بحافة ، أو خروج آخر عن السّكة ؛ مخلّفة في كلّ مرة سواء ضحايا و إصابات بشرية ، أو خسائر مادّية لا حصر لها، فضلا عن حالة من الذّعر و انعدام الثقة في أسطول النقل التونسي الذي ما فتئت تطاله الانتقادات دون أن تتخذ السلطات المعنية إجراءات فعليّة من شأنها أن تشكّل فارقا في القطاع و تقتصر في كلّ مرّة على بعث لجنة تحقيق و ينتهي الأمر ، دون الوقوف على الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث من أجل وقفها .. و لقي سائق قطار يبلغ من العمر 30 عاماً حتفه وأصيب أكثر من 60 شخصا، مساء الخميس، في حادث اصطدام بين قطارين لنقل المسافرين في سيدي رزيق بالضاحية الجنوبية للعاصمة . وقد أكدّ المتحدث الإعلامي في الشركة الوطنية للسكك الحديدية ، حسان الميعادي، أنّ "قطاراً لحق بآخر ما أسفر عن وفاة أحد العاملين بالشركة"، مبينا أنّ "مثل هذه الحوادث ممكنة الحدوث ولجنة التحقيق هي التي ستبحث في كيفية حصول الحادث". وأضاف الميعادي أنّ "فريق عمل يبحث حاليا في أسباب الحادث والتقارير ستصدر تباعا لتحديد ملابسات الحادث"، مضيفا أن "أغلب الجرحى تم نقلهم من قبل وحدات الدفاع المدني ومعظمهم غادروا المستشفى". وحول ما إذا كانت لدى الشركة أي احتياطات تتوخاها لتجنب مثل هذه الحوادث، قال الميعادي إنه "من السابق لأوانه الحديث عن ذلك ويجب انتظار تقرير لجنة الأبحاث والتي على إثرها سيتم الخروج بتوصيات". وقال مسؤول بالدفاع المدني ، إن "عدد الجرحى في حادث القطارين بلغ 60، وأن بعضهم أصيبوا بحالة من الفزع وقد تم نقل أغلبهم إلى المستشفيات القريبة"، وكانت الخسائر التي طاولت القطار فادحة جدا حيث ظهرت إحدى العربات محطمة وقد طاولتها أضرار فادحة. ومازال الجدل قائما حول كثرة هذه الحوادث متهمين الوزارة بالتملص من مسؤوليتها خاصة منها في وضع الحواجز وتجهيز المفترقات وتحسين البنية التحتية الخاصة بالقطارات والطرقات بصفة عامة. وفي كل حادث مروري تكتفي وزارة النقل بفتح تحقيق وتشكيل لجنة دون إجراء تقييم فعلي يتم بمتقضاه تجاوز كل النقائص . و استنكر نشطاء ما وصفوه بدور "الحاضر الغائ " الذي تلعبه وزارة النقل، و عبر عدد منهم عن غضبهم من سكوت وزير النقل أنيس غديرة قبالة ترسانة المشاكل الذي يعاني منه قطاع النقل، فيما سجل حضوره بقوة في الحملة الانتخابية لبلديات 2018 لحزبه .