مع كلّ يوم يمرّ للحملات الدعائية للقائمات المترشحة تأهبا للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 6 ماي 2018 ، يقع تسجيل هفوات وتجاوزات جديدة للقائمات المترشحة بشكل لافت ، الأمر الذي خلق جدلا واسعا على الساحة السياسية والحقوقية على حد سواء. وفي خضم هذا الشأن، يحذر مراقبو مسار الانتخابات البلدية من المخالفات القانونية والأخلاقية التي تقع فيها الحملات الدعائية للأحزاب المتنافسة في المعركة الانتخابية البلدية. و من جانبه، عبّر مرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية،عن قلقه إزاء نوعية التجاوزات وكثرتها، من خلال مراقبته للحملة الانتخابية. وفي هذا السياق، لفت مرصد شاهد الى أن منسقيه وملاحظيه المنتشرين في جميع الدوائر الانتخابية بالبلاد، رصدوا بعض التجاوزات ومن بينها "عدم حياد الإدارة" و"عقد اجتماعات دون أي إعلام للهيئات الفرعية للانتخابات" إلى جانب "تجاوز الوقت المخصص للنشاط الانتخابي في أكثر من مكان، ووجود "خطاب يدعو للكراهية والعنف في اجتماعات حزبية". و وثّق المرصد وجود صور فوتوغرافية للمرشحين الذكور دون الإناث في قائمة مستقلة ببلدية المتلوي من محافظة قفصة، علاوة على عدم وضع المعلقات الانتخابية في الأماكن المخصصة لها بعدد من البلديات. كما تم تعليق القائمات دون التأشير المسبق عليها من الهيئات الفرعية بعدد من المدن، بالإضافة إلى تمزيق المعلقات الانتخابية في أغلب المحافظات. وفي هذا الصدد، أقر رئيس الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات صالح الرياحي أنه تم رصد 40 مخالفة خلال اليوم الرابع من انطلاق الحملة الانتخابية. وأضاف أن المخالفات تعلقت أيضا بتنظيم أنشطة انتخابية في إطار الحملة لمترشحين من مختلف القائمات الحزبية والمستقلة والائتلافية دون علم الهيئة، فضلا عن تعليق البيانات والمعلقات خارج الفضاءات المخصصة للحملة الانتخابية، لافتا إلى أن "الهيئة وجهت مبدئيا تنبيها لكل المخالفين قبل المرور إلى إجراءات أكثر صرامة". ودعا مرصد شاهد هيئة الانتخابات إلى العمل على الحدّ من "نزيف هذه التجاوزات"، وتوكل إلى الهيئة مهمة مراقبة الحملات الدعائية للانتخابات، والتزام المرشحين بقواعد تمويلها. ويأتي تحذير المرصد في الوقت الذي ندد فيه المجتمع المدني بتعرض النساء المرشحات في العملية الانتخابية إلى عنف سياسي سلط عليهن مؤخرا بسبب انتماءاتهن الحزبية.