بلغ الصراع بين وزارة التربية و نقابة التعليم الثانوي أشدّه بعد أن تواترت التصريحات والتصريحات المضادّة وتكثف الشدّ والجذب بين الطرفين، في ظل التهديدات بينهما؛ حجب الأعداد من طرف الأساتذة المحتجين يقابله حجب أجورهم من قبل وزارة التربية ، و مصير التلميذ ظلّ "كالكرة" بين أقدام الطرفين .. وقد أكّد وزير التربية حاتم بن سالم ، السبت 24 مارس 2018 ، أنّ"حجب أعداد التلاميذ يساوي حجب أجور الأساتذة". وعبّر بن سالم في تصريح لإذاعة "موزاييك اف ام" على هامش اختتام فعاليات العطلة الرقمية عن أمله في عقد جلسات مع الطرف النقابي "الجامعة العامة للتعليم الثانوي" قريبا. كما أكّد وزير التربية ان الوزارة "لم تختر هذه الوضعية"، قائلا: "ايادينا ممدودة للحوار ومن حجب الاعداد يجب عليه رفعها للدخول في مفاوضات". يُذكر ان الجامعة العامة للتعليم الثانوي أكّدت تمسكها بحجب أعداد التلاميذ عن الادارة. و في الشأن ذاته، كان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد أكد في كلمته امام مجلس نواب الشعب الجمعة، أنه من غير " المقبول مطلقا " ارتهان مستقبل التلاميذ، ونجاح السنة الدراسية في اطار مفاوضات شغلية ومطلبية قطاعية مبرزا توجّه الحكومة نحو دراسة تخصيص نسبة من المقاعد في المؤسسات الجامعية الكبرى لأبناء الجهات الداخلية بداية من السنة الجامعية القادمة. وقال الشاهد في الصدد ذاته "لقد طلبنا من وزير التربية أخذ كل الاجراءات القانونية والادارية لإرجاع الأمور إلى وضعها الطبيعي للدفع الى استئناف الحوار، والبحث عن حلول عقلانية " . وبين أنه لا أحد ينازع في مطالبة المربين بحقوقهم المادية والأدبية وأن الحكومة ساعية دائما للتفاعل معها بايجابية، في اطار ماهو ممكن حسب الامكانيات المالية للدولة مبرزا دور نساء ورجال التعليم المحوري في بناء الدولة الوطنية حيث يؤدون مهامهم في ظروف صعبة طيلة عقود من الزمن. ويتعرض الطرف النقابي على رأسه الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي الى انتقادات جمّة على منصات التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الاعلام ، من قبل أولياء و حقوقيين .. جميعهم ينددون بإدخال "التلميذ" في معمعة الصراعات.. وبعد خروج وزير التربية حاتم بن سالم عن صمته وتهديده بحجب أجور الأساتذة ، قام عدد من الأساتذة بتنظيم تجمع وطني الخميس 22 مارس 2018، أمام مقر وزارة التربية بالعاصمة، رداعلى إعلان وزير التربية حاتم بن سالم الأربعاء حجب أجور الأساتذة في حال تواصل حجب أعداد التلاميذ. وفي خضم هذا الشأن ، قال لسعد اليعقوبي إن "آلاف المدرسين جاؤوا اليوم للرد على وزير التربية بأنّ المعركة ليس معركة لسعد اليعقوبي بل معركة المدرسين في تونس" . متابعا القول إن "الأساتذة لن يخيفهم تهديد وتصعيد وزارة التربية ورئاسة الحكومة، ولن يتراجعوا عن مطالبهم، مجددا تمسكهم بمفاوضات جدية. وأضاف "تصعيد وزير التربية وتصريحاته نرد عليها بإجابة وحيدة بأنّه إذا تم حجب الأجور سنرد عليكم بقوة بما يتناسب مع إجراءاتكم، ونحذّركم من الذهاب الى التصعيد ". وحذٍّر وزير التربية والحكومة من الدفع نحو التصعيد، مشيرا إلى أنّه رغم دفعهم الى الطريق الخطأ فإنّ النقابة العامة للتعليم الثانوي ستحافظ على السنة الدراسية الحالية وتابع "سنرد على رئيس الحكومة من سياسة "أنا وبعدي الطوفان" التي يتبعها". وتابع الحكومة الحالية إذا كانت تريد أن تبدأ الصراع مع اتحاد الشغل من بوابة نقابة التعليم الثانوي، فلتعلم أن نقابة الثانوي إحدى ركائز الاتحاد ستواجه التصعيد ضدها وضد الاتحاد بكل قوة، مشيرا إلى أن الأساتذة يصارعون الحكومة مطالبة بحقوقهم وليس التلاميذ والأولياء. كما أكد أن نقابة الثانوي متمسكة بتاريخ 28 مارس الجاري لتنفيذ إضرابها العام، لتنعقد إثره مباشرة هيئة إدارية تقرّر الخطوات التصعيدية القادمة. "