من اجل خداع الناس اصبح الخطاب الشعبوي حتمية امام اللاعبين السياسيين للمزايدة واستمالة عواطف الناس ، ورغم ان الخيارات السياسية الحقيقية تبني على استراتيجية البرامج والاهداف غير ان الاخيرة ظلت مجرد حبر على ورق. ويبدو ان تلك النوايا السياسية ترمي الى محاولة التموقع في المشهد السياسي او صنع السبق الاعلامي، والملاحظ لتصريحات البريكي يكتشف في هذا السياق انها جاءت لجلب الانظار لتتجاوز فن الخطابة خاصة أن مبادرته التي اعلن عنها لم تنطلق بعد رسميا في العمل ولم ينهيها الى حد اللحظة، في المقابل يحاول ان يصنع احداثا اوافكارا سياسية جديدة لمجرد تسليط الضوء. ويلخص الرجل السياسي، البريكي، احد اهم رموز مؤسيسي الوطد الموحد موقفه من خلال معاداته للجميع من اجل الوصول للسلطة، وهوما يستوجب عليه صناعة الاحداث وقراءة المستجدات السياسية بطريقة تجعله في المقدمة السياسية. ويشبه مراقبون في الشأن السياسي اللاعبين السياسيين بالفلك الروحاني لتكهن الاحداث التي ستحصل معتبرين ان تلك الغايات ليست سوى كذبة تستغل فيها الاطراف المتناحرة على السلطة نواياها المبطنة بالعداء لرسم الوقائع الجديدة ومحاولة اقناع الناس بحقيقتها. فوزير الوظيفة العمومية السابق و مؤسس مبادرة اليسار الكبير عبيد البريكي ، قال في تصريح لإذاعة جوهرة، إن سنة 2018 ستكون سنة صعبة و خصوصا في الميدان الاقتصادي، مشيرا الى أن البلاد تعيش على وقع محاولات إعادة ترميم الدولة السابقة لكن بشكل مشوّه. وعبر البريكي عن خشيته من أن تتم في منتصف السنة القادمة الدعوة إلى حكومة تصريف أعمال أو انقاذ وطني بتعلة عدم ترشح الوزراء الى الانتخابات التشريعية أو الرئاسية المقبلة. تعليقا على ذلك، أكد الديبلوماسي السابق، والمحلل السياسي عبد الله العبيدي في تصريح لل"شاهد"، أن "ما صدر عن البريكي منطقي ووارد جدا، وهي تخمينات صادرة عن الأحزاب المكونة للحكومة نفسها، في ظل ما تشهده تونس من تفاقم للديون الخارجية، وارتفاع نسبة البطالة". ووصف العبيدي الحكومة الحالية بحكومة الأنصار والمهاجرين، مشيرا الى أن "البريكي أراد أن يقول يجب تغييرها، خاصة أنه لها تجربة نقابية ويعي جيدا أن التحالف الحالي بين رئيس الحكومة يوسف الاتحاد والعام التونسي للشغل لن يصمد"، حسب تعبيره. ولم يستوعب اللاعبون السياسيين دروس الهزيمة في الإنتخابات السابقة و ما جنته عليهم أساليب الدعاية السوداء, وظلوا يمارسون لعبة المناورة السياسية مستغلين خطاب الرداء و بذلك تعيد المعارضة خطاب الهزيمة و تخسر المعركة قبل ان تبدا والملاحظ ان خطاب البريكي كشفته ذاكرته الضعيفة، وهو يحاول إيحاء الجمهور بأنها فكرة منطقية وتناسي انه لم يحقق وعده الاول بجمع شتات اليسار ، لذلك وقع البريكي في مآزق بسبب وعوده المزيفة والتي انحصرت في حرب التصفيات الشخصية وهو مايعتبروها خصومه اليوم واصدقاؤه بالامس كونها جاءت لاستعادة موقعه الذي خسره بعد اقالته من منصب الوظيفة العمومية .