شهدت تونس أحداثًا كثيرة هذا الاسبوع عقب اعلان رئيس الجمهورية عن الاجراءات الاستثنائية، من بين ذلك رفع الحصانة عن نواب البرلمان واعفاء مسؤولين بارزين في الدولة، فيما حذر مراقبون من مآلات الانحراف بالسلطة والانفراد بالقرار، في ظل غياب المحكمة الدستورية وتجميد عمل السلطة التشريعية. وأثار قرار إعفاء محمد لسعد الداهش المدير العام للتلفزة التونسية من قبل رئيس الجمهورية جدلا واسعا، باعتبار انه جاء بعد اسبوع من الانتقادات التي وجهها رئيس الجمهورية لوسائل الاعلام حيث اتهمهم بالتعتيم على نشاطاته وايلاء أولوية لجلود على الاضاحي على محادثته مع الرؤساء. وأعفي الداهش من منصبه بعدما قال مسؤولون من نقابة الصحفيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان اول امس الأربعاء إنهم ممنوعون من دخول التلفزيون برغم من دعوتهم للظهور في برنامج. فيما قالت أميرة محمد، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، إن الداهش أبلغها بأن قائد الجيش أمره بعدم السماح للضيوف بدخول المبنى. بعد ان حاصر الجيش المبنى يوم الأحد. و تسود مخاوف في تونس من الالتفاف على حرية الاعلام، خاصة بعد انداهمت الشرطة يوم الاثنين مكتب قناة الجزيرة في تونس، مما دفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى قول إنها منزعجة من هذه الخطوة وحثت على "الاحترام الصارم" لحرية الصحافة. فيما قالت مراسلة لصحيفة نيويورك تايمزالأربعاء إنها احتجزت لساعتين في تونس، لكن أطلق سراحها بعد ذلك وسمح لها بمواصلة العمل. وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أصدر يوم 28جويلية من الشهر الجاري أمرًا رئاسيا يقضي بإعفاء محمّد لسعد الداهش، من مهامه رئيسا مديرا عاما للتلفزة الوطنية وتكليف عواطف الدالي بتسيير مؤسسة التلفزة الوطنية مؤقتا. وقبل ذلك اعلن قيس سعيد عم إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها، وتجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوما، ورفع الحصانة عن النواب، وترؤسه النيابة العامة. وبوتيرة متسارعة ومكثفة، أنهى سعيد مهام 24 مسؤولا حتى منهم في مؤسسات حكومية ووزارات سيادية ومناصب قضائية، أبرزهم إبراهيم البرتاجي، وزير الدفاع. وقبل اسبوع، انتقد رئيس الجمهورية قيس سعيد تعاطي وسائل الاعلام مع نشاطاته ومجهودته لمكافحة فيروس كورونا،متهما الاعلام بالتعتيم على نشاطه وعلى المجهودات التي يقوم بها لجلب مساعدات ولقاحات ضد كورونا. وقال سعيد خلال تصريح اعلامي غاضبا ''تم القيام بالعديد من المبادرات مع الدول الأجنبية ومنظمة الصحة العالمية وغيرها.. هذا كله يتم التعتيم عليه من قبل وسائل الإعلام''. وتابع ''في شريط الأنباء أول أمس، يتكلمون عن جلود الأضاحي قبل أن يتحدثوا عن مكالمات مع رؤساء دول شقيقة، كأن قضية الجلود أهم! على الأقل كان عليهم أن يحترموا الدول الأخرى''. وشدد قائلا ''سيتأتي الوقت الذي يعرف فيه التونسيون الكثير من الحقائق والجرائم، وسيتحمل من أجرموا مسؤولياتهم أمام القانون.. كثير من التجاوزات التي وقعت ومازالت لترتيب أوضاع لتتمكن لوبيات من البقاء في السلطة'' وفق تعبيره.