تونس 4 جوان 2009 (وات) تواصلت اليوم الخميس اشغال الندوة الدولية حول /الاذاعة الرقمية/التي تنظمها يومي 4 و5 جوان الجارى الاذاعة التونسية بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي للاذاعة والتلفزيون وذلك في اطار الدورة الثانية لمهرجان الاذاعة التونسية. ويشارك في هذه الندوة التي يحتضنها مقر اتحاد اذاعات الدول العربية بالعاصمة نخبة من المختصين وممثلين عن هياكل سمعية عربية واوروبية ومتوسطية. وتم خلال الجلسة الاولى التي تراسها السيد جون بول كوكلي من اذاعة /تالافيس/الارلندية ومحورها /افاق الاذاعة الرقمية في شمال افريقيا/ تقديم ثلاث مداخلات اهتمت بتحديات الاذاعة الرقمية بكل من تونس والجزائر والمغرب. واشار السيد سعيد علجان ممثل الديوان الوطني للارسال الاذاعي والتلفزيوني في مداخلته الى ان العمل الاذاعي الرقمي بتونس انطلق منذ 2001 من خلال احداث استوديو رقمي وشهدت سنة 2009 انطلاق بث الاذاعة التونسية الرقمية ولبقية الاذاعات المحلية والجهوية مواقع على شبكة الانترنات. وذكر ان تونس خططت لاقامة شبكة اختبارية ستغطي مبدئيا منطقة تونس الكبرى من خلال تركيز قاعدة للتشفير والفك. وبين ان الديوان يعمل على مزيد تعميق المعارف في مجال استعمال التقنيات الحديثة للبث الرقمي قصد التمكن من اتخاذ القرار في ما يتعلق بالمعايير التي يجب اعتمادها. وتساءل المتدخل عن مستقبل الراديو الرقمي الهيرتيزى في عالم يشهد ثورة معلوماتية وانتشار هائل للشبكة العنكبوتية. ومن جهته تحدث السيد محمد دميل ممثل الاذاعة الجزائرية عن تجربة بلاده في مجال الاذاعة الرقمية فابرز انها تعمل منذ سنة 2000 على رقمنة اذاعاتها من خلال مشروع تم انجازه بنسبة 70 بالمائة ومن المنتظر ان تتم تغطية مختلف جهات البلاد في افق 2013 السنة التي ستشهد حسب تعبيره بث البرامج الاذاعية في مختلف المحطات الاذاعية الجزائرية بصفة رقمية كاملة. اما السيد عبد اللطيف بن صفية استاذ وباحث بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط فقد لاحظ انه في الوقت الذى بدات تنتعش فيه الاذاعات الجهوية والمحلية التي يمتلكها الخواص بالمغرب لاحت في الافق تغييرات تقنية جذرية بحلول البث الرقمي وافول البث التماثلي. وطرح في هذا الشان العديد من التساوءلات التي تمحورت حول مستلزمات البث الاذاعي الرقمي وتكلفته من حيث المعدات والتجهيزات التقنية والكفاءات والخبرات وكذلك من ناحية تاثيره على المضامين الاذاعية وعلى طبيعة تكوين الاطر الاعلامية. وتم خلال الجلسة الثانية التي تراسها السيد برات سبنسر ممثل هيئة الاذاعة البريطانية دراسة عينات من تجارب قدمها مختصون من المملكة المتحدة وايطاليا والمغرب حيث تحدث السيد غرانت غودار متخصص في الاستراتيجيات الاذاعية وتطوير المحطات الاذاعية عن تجربة المملكة المتحدة في هذا المجال فلاحظ ان المستهلك البريطاني لا يقبل بصفة كبيرة على اقتناء جهاز استقبال رقمي رغم جودة خدمات الاذاعات الرقمية. اما السيد جوزابي براتشيني ممثل شركة /راى واى/ التابعة لهيئة الاذاعة الايطالية فقدم من ناحيته تجربة هذه الموءسسة التي تعد البنية التحتية لعملية البث الاذاعي وتقدم الاقتراحات لاهل القطاع في ايطاليا فضلا عن التعريف بالجوانب الاجابية للاذاعة الرقمية. وشدد السيد محمد عبد الوهاب العلالي استاذ بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط على اهمية الرقمنة الاذاعية باعتبارها رهانا كبيرا يتحتم كسبه. وتسائل في هذا الشان حول امكانية تاثير الزحف الرقمي على اعادة صياغة مختلفة للنظام الثقافي الاتصالي السائد على نحو يسمح بالنسبة لكل فرد باستحداث المعلومات والنفاذ اليها واستخدماها وتقاسمها.