تونس ("وات"/تحرير بهيجة بلمبروك) - توقع رئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، أن تكون تونس في غضون خمس سنوات "دولة ديمقراطية متقدمة، حققت رفاهية لجزء كبير من شعبها"، مؤكدا من جهة أخرى، أن ائتلاف الحكم في تونس بين أحزاب "المؤتمر" و"النهضة" و"التكتل" "يجب أن يستمر" وهو ما يتطلب، حسب قوله "تنازلات من كل جانب دون تجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بالمبادىء والمصالح الوطنية". ولاحظ المرزوقي، في حديث أدلى به الاثنين بأديس أبابا لموفدة "وات" لقمة الاتحاد الإفريقي، أن "مستقبل تونس يكمن في تطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي كشريك أساسي ومع الدول المغاربية ولكن أيضا مع إفريقيا التي تتوفر على ثروات طبيعية هامة وإمكانيات واعدة". وشدد رئيس الجمهورية على أن عملا كبيرا ينتظر التونسيين اليوم من أجل استعادة مكانة تونس السياسية والاعتبارية وكذلك الاقتصادية على مستوى القارة الإفريقية "بهدف فتح المجال أمام التونسيين للعمل والإشعاع الحضاري والاجتماعي". ولفت إلى أنه لا يمكن اختزال دول القارة الإفريقية في صورة بؤر التوتر، اذ تحتوي دولا ذات ثقل اقتصادي على غرار جنوب إفريقيا وكذلك نيجيريا التي تتوفر على سوق استهلاكية كبرى بها نحو 180 مليون مستهلك. وبين المرزوقي أن موقع تونس في تقاطع ثلاثة فضاءات جغرافية (أوروبا والمغرب العربي وإفريقيا) يحتم عليها العمل على تنمية العلاقات مع بلدان هذه الفضاءات والاستفادة القصوى منها لما فيه مصلحة تونس التي قال إنها "أضاعت نحو 20 سنة بنت خلالها علاقات هشة مع بلدان هذه الفضاءات". وأشار رئيس الجمهورية، في حديثه إلى "وات" إلى وجود "طاقات كبيرة للتجارة مع دول إفريقيا" ملاحظا أن الاقتصاديات الإفريقية هي "الوحيدة التي صمدت أمام الأزمة الاقتصادية وسجلت سنة 2011 معدل نمو بنحو 7 بالمائة بينما لم تتجاوز هذه النسبة في أوروبا صفر بالمائة أو أكثر بقليل وكانت النسبة في تونس في حدود 2 او 3 بالمائة". وفي سياق متصل اعتبر المرزوقي، القمة الإفريقية المنعقدة يومي 15 و16 جويلية الجاري بأديس أبابا، "ناجحة خاصة بعد تجاوز أزمة انتخاب رئيس جديد للمفوضية الإفريقية ودعم العلاقات الثنائية وتكثيفها وتدارس سبل تعزيز التجارة البينية"، مشيرا إلى أنه سيتم في أفق سنة 2017 إحداث سوق افريقية موحدة وهو ما يفرض حسب قوله على المغرب العربي "إحداث سوق مغاربية موحدة في أقرب الآجال". وقال إن تونس لعبت دورا فعالا في حسم أزمة رئاسة المفوضية الإفريقية من خلال مساندتها لمرشحة جنوب إفريقيا للمنصب "نكوسازانا زوما"، مؤكدا أن العلاقة مع رئيسة المنظمة ستكون لها نتائج هامة لا فقط مع المنظمة القارية وإنما كذلك مع جنوب إفريقيا. وأشار رئيس الجمهورية، في هذا الصدد، إلى أنه وجه الدعوة للرئيس جاكوب زوما لزيارة تونس وهي زيارة، أوضح أنها قد تتم في غضون السنة الجارية. على صعيد آخر، بين المنصف المرزوقي، أن تونس منفتحة اليوم أكثر من أي وقت مضى على محيطها المغاربي ويتحتم عليها مزيد التفتح على المشرق لما فيه مصلحة التونسيين، مؤكدا أن لقاءه مع أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، ضيف شرف قمة أديس أبابا، كان فرصة لإعادة ربط الصلة وتبادل الآراء وتأكيد استعداد الكويت الكامل لتمويل عدد من المشاريع في تونس ومنها بالخصوص مشروع لتنمية المسالك الفلاحية ومشروع في مجال الطاقة.