القصبة (وات) - عبر رئيس "الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال"، كمال العبيدي، خلال لقائه ظهر الخميس بقصر الحكومة بالقصبة، مع رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي، عن "استنكاره للاعتداءات المتكررة على الصحفيين" وآخرها تلك التي جدت يوم 9 أفريل الجاري بمناسبة عيد الشهداء. وأكد العبيدي في تصريح عقب اللقاء "أن غياب التحقيق في هذه الاعتداءات واستمرار ظاهرة الإفلات من المحاسبة والعقاب تقف وراء تكرار هذه الاعتداءات"، ملاحظا أن "عدد الصحفيين المعتدى عليهم منذ انتصار الثورة يفوق عدد الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداء في السنتين الأخيرتين من عهد الرئيس المخلوع" وهو ما يعتبر على حد قوله "أمرا غير طبيعي". وأفاد أنه تطرق كذلك إلى حادثة اعتداء احد أعضاء المجلس الوطني التأسيسي لفظيا على صحفيي قسم الأخبار بمقر التلفزة الوطنية يوم الثلاثاء الفارط، واصفا ما حدث ب"المرفوض وغير المقبول" مضيفا بأن الجبالي وعد بالتحقيق في الحادثة باعتبار انه "لا أحد اليوم فوق القانون والحصانة التي يتمتع بها البعض لا تبرر الاعتداء على الصحفيين في مقر عملهم". وأوضح أن مسألة الفراغ القانوني الذي يعاني منه قطاع الإعلام، مثلت كذلك احد محاور اللقاء خاصة في ظل غياب تفعيل المراسيم الثلاثة المقدمة من قبل الهيئة وأبرزها المرسوم عدد 116 المتعلق بإحداث الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري. وأضاف أن هذه المراسيم أعدتها نخبة من خبراء القانون وحرصت الهيئة على أن تكون رائدة ومواكبة للمعايير الدولية لحرية التعبير، مبينا انه لا يمكن للدولة التونسية "ان تخضع لضغوط من تكتلات مصلحية لان هذه النصوص القانونية لا تخدم مصالحها كما ان الهيئة غير مستعدة للدخول في جدل عقيم مع هذه التكتلات" على حد تعبيره. وأوضح أن هذه المراسيم، تعتبر حسب قوله "أكثر رأفة ورحمة" بأصحاب المؤسسات الإذاعية والتلفزية من عديد النصوص المعمول بها في الدول الديمقراطية كفرنسا وبلجيكا، مشيرا إلى انه سيتم الاتصال برئاسة المجلس الوطني التأسيسي للإسراع بتفعيل هذه المراسيم عبر تقديمها وتفسيرها لنواب الشعب. السابق