منذ بداية دولة الاستقلال كان التوجه العام للدولة و بقوة القانون بان جعلت التعليم لائيكيا فافرغته من المناهج التربوية الدينية و جعلته تعليما بلا تربية و لا – عقيدة – مجاراة لبعض الانماط الغربية ، بل يروي التاريخ أن (خبراء) هذا – الإصلاح – التربوي كانوا من فرانسا ، ثم جُعل عليه وزراء في غالب تواترهم كانوا بنفس التوجه و الادلجة حتى أنهم زادوا من عندهم و – استوردوا – المناهج من بلاد برة ايضا ليطبقوها فرضا بدون الرجوع الى القاعدة التعليمية و فصّلوا التعليم على مقاسات ما يحملون من فكر إقصائي انتقائي لائيكي ،،، حتى صار كل وزير يراس وزارة التعليم ياتي – يفسخ – ما كان قبله و يجُبّه ليفتح ( حقيبته ) ويملي اللاحق الذي يبشّر به و يعتبره الخلاص و الإرتقاء …. التاريخ يثبت تقلبات التعليم و اهتزازاته و كذلك خيبات نتائجة من عهد بن صالح الذي احدث شُعبا لم تعمّر فخلصت إلى ضياع منتسبيها سريعا إلى الشرفي الذي اعمل كل عقده الايديولوجية الإقصائية إلى البكوش الذي كسّر حاجز – القدر و الاحترام – بين التلميذ و المعلم ، إلى جلول و ما ادراك ما فعل جلول و ما افسد جلول ، إلى العهد السعيد المشترك بين اليعقوبي و بن سالم و ما أفرزه هذا الثنائي في معركة ليّ الأذرع من مآسي للتعليم سيحمل تبعاتها باقي السنين جيل كامل ، عهد ارتهان التلميذ بين فكي الوزير و النقابات المتغولة الذي لم يزد التعليم الا ضياعا ، تعليما لا يستجيب لا إلى الضوابط التربوية للناشئة و لا ايضا إلى التحصيل اللازم و المؤهل لتكوين الوظائف الإجتماعية المستقبلية … ضاع التعليم بين التجارب و اعتباطية تعاطي الوزراء و القرارات الفوقية المسقطة زايد تغول النقابات ، لتجني الاجيال العواقب الوخيمة .