ظاهرة السموم التي نخرت واخترقت محيط مدارسنا جعلت من المؤسسات التربوية تتحرك في اقامة ندوات وأيام تحسيسية للحد من ظاهرة إستهلاك المواد الكحولية والمخدرات . المدرسة الاعدادية علي البلهوان وبإشراف مديرها السيد ماهر الفخفاخ اقامت هذا المساء 18 جانفي 2013 حصة تحسيسية لمقاومة هذه الظاهرة الخطيرة بالاشتراك مع الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات برئاسة الاستاذ سالم الاجنف وفي حضور الدكتور محمد التونسي المشرف على العلاج بمركز المساعدة والاصغاء و بحضور السيد إبراهيم الهادفي المدير الجهوي للتربية بصفاقس 1 الذي أبدى إعجابه الكبير بهذا النشاط الكبير المتميز لإعداديّة على البلهوان التي كانت سبّاقة في تنظيمه السنة الفارطة و السيدة كمّون بن يحي رئيسة مصلحة التنشيط الثقافي بصفاقس . لقاء حميمي جمع التلامذة في حوار الصراحة والاستفسار عن هذا الغول الذي اقتحم الوسط التلمذي وصار يهدد مصير الابناء والتلاميذ . فاجئنا التلاميذ بشريط قصير فيه من الحرفية الكثير حيث لقاء حقيقي مع مدمن ومروج مخدرات صورت فيه العملية كاملة استهلاك وبيع مباشر تحت غياب عيون الأمن وأجهزة مكافحة المخدرات ليروي لنا هذا المستهلك قصة عذاب مع هذا الادمان الذي سكن جسده ليرهقه ماديا وجسديا . السيد سالم لجنف تدخّل ليقول : كان موضوع المخدرات في العهد البائد يصعب طرحه والحديث عنه وكانت الارقام الحقيقية والإحصائيات تحجب عن المختصين اما اليوم وفي غياب مرصد حقيقي يجمع المعلومات ويحدد مدى تفشي هذه الظاهرة ليرسم استراتيجيات المقاومة والحد من انتشارها وخلق آليات العلاج وإقامة مراكز التأطير واستقبال المدمنين يحد من تحركاتنا ورصد الارقام الحقيقية لان الوضع الراهن وفي ظل الحكومة الجديدة جعل من المختصين يقيمون الندوات للنقاشات والبحث عن الاشكاليات اكثر من المرور الى التطبيق وبعث الهياكل الحقيقية لمعالجة هذه الآفة . اليوم ندور في حلقة مفرغة في غياب الاستراتيجيات لمكافحة هذه الظاهرة رغم الاجتماعات المتعددة والندوات الدولية والاستماع الى المقاربات وتجارب الغرب في مقاومة المخدرات الى حد هذا اليوم لن يحدث شيء حقيقي في الغرض . و يضيف أنه لابد من التكتل للحد من هذه الظاهرة التي ارهقت جيوب الاولياء وجسد التلاميذ وهذا للتنقيص من حدتها وتقليص هذه الاخطاء لاننا لا نستطيع القضاء عليها نهائيا . أما الدكتور محمد التونسي ففي عرض لشريط صور متحركة يطرح خطورة هذه الآفة وعلاقة المدمن بمركز المساعدة والإصغاء انطلقت محاضرة الدكتور الذي عرج على انواع المخدرات وخطورة اكثرها وطرق علاجها ومحاولة التخفيف من حدتها و الذي بين أن الادمان هو لا ارادي … و أنه يتنوع وفيه المدمن عن النوم والمدمن استهلاك الوسائط المتعددة منها الفاسبوك وغيرها من المواقع الالكترونية وكذلك مدمن تدخين وهكذا الادمان يتنوع لنصل الى الإدمان على المخدرات بانواعها وهي رغبة ملحة على الاستهلاك وعلى تناول هذه المواد السامة لتكون التبعية النفسية والبدنية فلايستطيع المستهلك الاستغناء عن تناولها . الطريف في هذه الجلسة هي شهادة احد المستهلكين ليقدم تجربة ادمانه على المواد السامة منذ بداية استهلاكه للكحول لتنقلب العملية الى ادمان اخطر السموم عبورا بالحشيش ليصل الى الكوكايين ومنها استعمال الحقنة فيدخل في دوامة عدم التراجع والانهيار العصبي حتى اللجوء الى مركز العلاج لينقذ نفسه من هذا الخطر الذي كان يحدق به . التحق بهذه الامسية المدير الجهوي للتعليم الثانوي صفاقس 1 السيد إبراهيم الهادفي الذي خاطب ابنائه التلاميذ بلغة التواصل السهل السلس ليخترق قلوبهم بعبارات يحاول من خلالها تبسيط التعامل مع هذه الافة لتجاوزها ومعالجتها عبر الحوار والمناقشة والاقتراب من مشاغل التلاميذ ومحاولة تجاوز الفراغات داخل المؤسسات التربوية .و قد توجّه لأبنائه التلاميذ بالقول : لابد من بنية صحيحة وعقلية متميزة فانتم الجيل القادم ورجالات تونس الغد وعليكم ان تزوروا المؤسسات العلاجية لتكتشفوا خطورة هذه الحالات والندم المرتسم على المرضى وهم كانوا مدمنين على هذه الافة واليوم يعانون . حوار شيق وتجاوب من التلاميذ وأسئلة تهاطلت على السادة المسؤولين وإطار الاشراف والمربين هو نادي الصحة بالمدرسة الاعدادية علي بلهوان الذي كان سباقا في طرح مثل هذه المواضيع بالغة الخطورة . رياض الحاج طيب