لوحظ خلال اللقائين الأخيرين الذين عقدهما رئيس الجمهورية قيس سعيد، تغير مكان تسجيل تصريحات الضيوف بقصر قرطاج، اذ كانت الصور والفيديوهات التي تنشرها الرئاسة سواء على صفحتها الرسمية بالفايسبوك أو موقعها بالانترنات تظهر جيدا تواجد صورة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة. ويبدو أن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قد أصر طيلة فترة حكمه على اظهار صورة بورقيبة كخلفية واضحة للصور والفيديوهات التي توثق تصريحات الضيوف اثر الاجتماع مع رئيس الجمهورية، ولعل أبرز مثال لذلك "السلفي" الشهير الذي التقطه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع قائد السبسي بقصر قرطاج شهر فيفري من سنة 2018، وتظهر خلفهما جليا صورة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة. وأمس الثلاثاء أجرى سعيد لقائين وفق ما كشفت عنه الرئاسة، وكان أول لقاء مع عدد من ممثلي قطاع الاعلام كنقابة الصحفيين وجامعة مديري الصحف ثم مع رئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم. وعلى عكس ما جرت العادة طيلة فترة حكم الرئيس الراحل قائد السبسي، فقد تم تسجيل تصريحات للضيوف بعد اللقاء "ببهو الرؤساء"، مع خلفية استثنت صورة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، وهو ما يطرح تساؤلا عن جدوى هذا التغيير الذي تزامن مع دعوات لاستبدال صورة بورقيبة الموجودة بالقصر. والى حد كتابة هذا الأسطر، لم يُفهم بعدُ دواعي هذا التغيير المفاجئ خاصة وأن الرئاسة تتكتم منذ فترة عن الرد عن هذه الدعوات، رغم استكمال تكوين الديوان الرئاسي الذي يضم مستشارة مكلف بالاعلام والاتصال وهي رشيدة النيفر. وما يزيد في جدية الشكوك حول تزامن هذا التغيير مع دعوات استبدال صورة بورقيبة، أن تصريحات ضيوف سعيّد المسجلة، منذ آدائه اليمين الدستورية يوم 23 أكتوبر الفارط الى موعد لقائه قيادات عن حزب تيار المحبة الخميس الفارط، قد أظهرت صورة بورقيبة المعتادة ببهو الرؤساء. وفي وقت لم يظهر فيه مستشارو الرئيس للاجابة عن عدة تساؤلات، تشير أغلب التقديرات الى أن سعيد قد ركن الى اختيار حل وسط بالاحتفاظ بصورة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ببهو الرؤساء بالقصر، لكن مع تغيير خلفية تصوير تسجيلات الضيوف تفاديا لأي سجالات قد تطرح مستقبلا.
