بقلم: محمد عبدلي- هل كان اختيار لجنة تعيينات الحكام لطاقم تحكيم دربي العاصمة وللمراقبين موفّقا؟ هل أنّ الأسماء التي تم انتقاؤها من شأنها أن تضمن نجاح هذا العرس الكروي بعد أن فشل كلاسيكو الترجي والنجم تحكيميا قبل يومين؟ الإجابات عن هذه الأسئلة تدخل جميعها في علم الغيب.. وما نحن بمنجمين.. لكن ما جرّنا لطرح هذه التساؤلات هو ما حدث في كلاسيكو الخميس الماضي الذي حاد عن مساره الطبيعي بسبب أخطاء تحكيمية قاتلة ساهمت في تغيير النتيجة وأنتجت عقوبة بثلاثة أشهر للحكم كريم الخميري. ودون التشكيك في نوايا القائمين على الإدارة الوطنية للتحكيم أو الأسماء الثمانية التي تم اختيارها لتكون "فيصلا" بين النادي الإفريقي وجاره الترجي الرياضي فإن انتقاء هذه الأسماء يطرح عدة نقاط استفهام سنأتي عليها تباعا بصراحتنا المعهودة في "حقائق أون لاين" ولكن دون التجنّي على أيّ طرف. أولى الأسئلة التي تطرح هي تلك التي تتعلّق بحكم المقابلة هيثم قيراط المعروف بانتمائه للنجم الساحلي فريقه الذي ظلم قبل يومين في قمة رادس بالإضافة إلى أن ليتوال معنيّ بالمركز الثاني وهنا يأتي التساؤل حول ما إذا ارتكب قيراط خطأ تقديريا عن حسن نيّة لفائدة الإفريقي أو الترجي؟ حينها بماذا سيرمى هذا الشاب الواعد فهل سيقال إنه هضم حق الإفريقي ليفسح المجال أمام النجم؟ طيب.. ماذا لو ظلم الترجي فهل سيقال إنه انتصر لليتوال ضد الفريق الذي هزمه بأخطاء تحكيمية قبل يومين؟ لنسلّم بأنّه سينجح في إدارة الدربي وهذا ليس صعبا على حكم بمؤهلات قيراط لكن قيادته لمقابلة بهذه الأهمية تطرح بدورها سؤالا حول جاهزيته البدنية فهيثم قاد يوم أمس مباراة ضمن الجولة 17 من بطولة الرابطة المحترفة الثانية بين النادي القربي وسكك الحديد الصفاقسي ثم سيدير غدا الدربي قبل أن يسافر مباشرة إلى الجزائر أين سيقود يوم الأربعاء مباراة مولودية الجزائر و"أوتوهو" الكونغولي ضمن إياب الدور الأول من دوري أبطال إفريقيا. 3 مقابلات هامة في غضون 6 أيام هي مجازفة كبرى من إدارة التحكيم قد تتسبب في استنزاف طاقة هذا الشاب وتضعه أمام ضغط كبير خاصة في مباراته الأهم ضمن دوري الأبطال فهل قرأت لجنة التعيينات حسابا لهذه الضغوطات؟ لا نعتقد. نمر إلى بقية طاقم التحكيم وهنا يطرح سؤال ملح إلى القائمين على التعيينات.. فالإفريقي أرسل قبل يومين إلى الجامعة وإدارة التحكيم يطالب بصافرة عادلة وذكر أربعة من الذين أذنبوا في حقه سابقا فما كان من جمال بركات أن اختار أحدهم للدربي وهو المساعد جلال السحباني المعروف بانتمائه إلى الترجي وكأن الأمر عناد ومكابرة؟ وفي الحقيقة فإن التعيينات اختارت مبدأ المحاصصة -على طريقة الأحزاب السياسية- بين النجم الرياضي الساحلي والترجي الرياضي اللذين "اقتسما" ولاء الحكام والمساعدين والمراقبين فالحكم الأول هيثم قيراط والمساعد خليل الحساني والحكم الرابع عامر شوشان والحكم الخامس رمزي بن فرج من أحباء ليتوال أما المساعد جلال السحباني والحكم السادس أسامة بن إسحاق فهما من أحباء الترجي الرياضي. أما المراقبان عواز الطرابلسي وحسين أولاد حمد فلم يحيدا عن نفس الخيار فالأول محب للنجم والثاني من عشاق الترجي أي بالمحصلة أن الفريقان يحضران بقوة في انتماءات المشرفين على تحكيم الدربي في وقت أنّ الإفريقي لم يحظ بأيّة فرصة كمنافسيه؟ صحيح أن الإفريقي ليس معنيا بلقب البطولة ولكن مباراة دربي العاصمة تعتبر "بطولة" خاصة بين الجارين تهمه نتيجتها دون نسيان رهان المركز الثاني ومع ذلك فإنه لم يحصل على نصيبه من كعكة التعيين وهو ما يجعل التساؤل مرة أخرى عن الحظّ سينال الأفارقة يوم المباراة؟ لننتظر.