بالتعاون بين أقسام التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية والمنشآت العمومية والدواوين والدراسات والتوثيق وبإستضافة من الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة نظمت الجامعة العامة للسكك الحديدية ما بين 28 و 29 نوفمبر 2006، الندوة القطاعية حول آخر تطورات التأمين على المرض والحقوق المكتسبة والانعكاسات السلبية للسمسرة باليد العاملة في المؤسسة. وقد دارت فعاليات هذه الندوة بمشاركة 73 مشاركا ومشاركة وحضور الاخوة رضا بوزريبة وسليمان الماجدي ومحمد السحيمي الامناء العامون المساعدون للاتحاد. انطلقت الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية للاخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة أكد من خلالها على أهمية المحاور التي برمجتها الندوة والتي تندرج ضمن أولويات الاتحاد العام التونسي للشغل وهياكله الوسطى والقاعدية متمنيا ان تكون هذه الندوة لبنة لمزيد تعميق النقاش حول ملفي التأمين على المرض والسمسرة باليد العاملة. أما الاخ خميس الشافعي الكاتب العامة للجامعة العامة للسكك الحديدية فقد تولى وضع الندوة في اطارها موضحا بأن عقد هذه الندوة يتنزل في اطار البرنامج الذي أعدته الجامعة لتطارح أهم الملفات الراهنة التي تخص القطاع او الملفات ذات الشأن النقابي العام مضيفا بأن الراهن اليوم يدفع بنقابيي القطاع الى تدارس أمورهم في اطار نظرة شمولية تقييم الموجود وترسخ المنشود وتسعى اكثر فأكثر الى وحدة الصف والمواقف حتى يكون القطاع المستفيد الاول والاخير. ومن جهته عبر الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد المسؤول عن التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية عن ارتياحه للاهتمام الكبير الذي حظي به ملفا التأمين على المرض من قبل النقابيين بمختلف الجهات والقطاعات وهو اهتمام يعكس أهمية هذه الملفات وخطورتها وضرورة التعمق في أبعادها ومراميها فملف التأمين على المرض والذي أمضي بشأنه اتفاق بين الحكومة والاتحاد مازال لم يعرف طريق التطبيق ولعل التراجع فيه أقرب منه الى التطبيق وكذلك ملف التقاعد هو الان قيد الدرس وأكد الاخ بوزريبة بأن مجمل هذه الملفات تستدعي من الاتحاد العام التونسي للشغل بمختلف هياكله استعدادات خاصة حتى تكون مصلحة الاجراء فوق كل اعتبار. ومن جهة اخرى تقدم الاخ سليمان الماجدي الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن المؤسسات والدواوين بتحية لمناضلين القطاع، مضيفا بأن المستقبل يقتضي تغيير ما هو سائد وتحسينه في اتجاه تفعيل الاداء النقابي في علاقة بالملفات الكبرى وحتى في علاقة بالحركة المطلبية للقطاع مبرزا ان التغيير الذي انطلق صلب المكتب التنفيذي للجامعة قد يكون أولى حلقات المصالحة وحسن التعاطي مع ملفات القطاع ومطالبه. وأشار الاخ الماجدي بأنه يتوجب على القطاع اليوم مزيد العناية بالجوانب الترتيبية كالقانون الاساسي والانكباب على مراجعة فصوله وفرض تطبيقها فالمفاوضات الاجتماعية لا تقتصر على فترات دون اخرى وانما هي مفاوضات متواصلة حتى القضاء على مشاكل العمال المتعاقدين والمنشغلين بالمناولة، وفرض تطبيق القانون الاساسي وقانون الاطار وهذه الاهداف لا يمكن للقطاعات الوصول إليها الا بوحدة الصف وتجنب بعض السلوكيات المربكة. آخر التطورات قدم الاخ رضا بوزريبة المداخلة الاولى في برنامج الندوة والتي تمحورت حول اخر التطورات في اتفاق التأمين على المرض والحقوق المكتسبة استهلها بتقديم المراحل التي أفضت الى الوصول الى الاتفاق وامضائه بين الاتحاد والحكومة وهي مراحل عرفت نقاشات ومباحثات مطولة حرص خلالها الاتحاد على تعديل المشروع الحكومي في هذا الشأن والتنصيص على العديد من المطالب كتأهيل القطاع الصحي العمومي وتحسين الخارطة الصحية وتمكين المواطن من خدمات صحية واجتماعية أرقى. وأضاف الاخ بوزريبة بأن الاتفاق الحاصل ايجابي ولعل في عدم تطبيقه والرغبة في التراجع فيه دليل اضافي على ايجابيته، ثم خلص الاخ رضا بوزريبة الى التأكيد على ان اتفاق التأمين على المرض لا يشكل اي تهديد على الحقوق المكتسبة لقطاع السكة الحديدية ولباقي القطاع قطب المؤسسة والتعاونية مكاسب تاريخية هامة لا يمكن قبول مبدأ التفريط فيها وفي الخدمات التي تقدمها للأجراء وطمأن كافة المشاركين بين الحقوق المكتسبة مضمونة لكن تبقى ضرورة تدعيمها وتحصينها مطلبا قائما ولا يجب التغافل عنه. حماية المكاسب وتدعيمها أبدى بعض المشاركين تخوفاتهم من ان يكون اتفاق التأمين على المرض ذريعة لضرب مكاسب القطاع والقضاء على حقوقه المكتسبة خصوصا المتعلقة بطب المؤسسة والتعاونية حيث أكد الاخوة على وجوب اعداد ملفا خاص بهذه المكاسب لتقييم أوضاعها الراهنة واستشراف امكانات تحصينها وتدعيمها فجل المستوصفات التابعة للشركة تشكو حالات الترهل في المعدات والرصيد البشري والاختصاصات الى حد اصبحت فيه غير قادرة على تقديم خدمات جيدة لأبناء السكة، كما ان التعاونية وبالرغم من ميزانيتها لم ترتق خدماتها الى مستوى طموحات الحديديين وانتظاراتهم. وأكد جانب اخر من المتدخلين على الوضع السيء الذي تواجهه المؤسسات الصحية العمومية مما يجعل من امكانية تأهيلها عملية مكلفة وبالتالي تواجه عراقبل اضافية امام تطبيق الاتفاق الممضى على ان هذه التكاليف قد تعدو ضرورية واساسية حتى لا يولد هذا المشروع منقوصا او مشوّها لذلك اكد هذا الشق من المتدخلين على ضرورة متابعة اتفاق التأمين على المرض بالدفع في اتجاه تطبيقه بحسب الاتفاق الممضى بين الاتحاد والحكومة، وفي نفس هذا الاتجاه اكد متدخلون اخرون على ضرورة توصية نواب القطاع بالمؤتمر 21 لإثارة اشكال تطبيق اتفاق التأمين على المرض قصد الاتفاق حول تحركات عمالية وخطط نضالية للدفع الى تطبيقه. للسمسرة باليد العاملة تمحورت اشغال اليوم الثاني من الندوة حول محور الانعكاسات السلبية السمسرة باليد العاملة على العمال والمؤسسة وحضرها الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات والتوثيق اضافة الى الاخ رضا بوزريبة الذي تابع كل فعاليات الندوة. وفي كلمته خص الاخ محمد السحيمي مناضلي السكة الحديدية بتحية تقدير على كل ما قدموه لهذا القطاع من تضحيات ونضالات جعلته احد اهم القطاعات بالاتحاد العام التونسي للشغل. ثم تعرض الاخ السحيمي بعد ذلك الى موضوع السمسرة باليد العاملة ليعتبر احد افرازات ظاهرة العولمة وملفا من الملفات الشائكة التي يجب التعامل معها بطرق عملية ناجعة لا بالشعارات الرنانة فقط موضحا بأن الشعارات ضرورية للتعبئة وحشد التأييد لكنها في حاجة الى آليات وأدوات وخطط عمل لتنزيلها حيز الواقع وهذا يتطلب مزيدا من الوعي والتكوين النقابي. وختم الاخ السحيمي تدخله بالتأكيد على ضرورة الاهتمام بالمضامين وطرق تبليغها والعمل على صياغة تصورات مجتمعية اكثر عدلا وانصافا وتسمح للاتحاد العام التونسي للشغل بمواصلة لعب أدواره في تحسين أداء البلاد والمجتمع. وكانت مداخلة الاخ المنجي عمامي منسق قسم الدراسات حول الانعكاسات السلبية للسمسرة باليد العاملة على العمال والمؤسسة كنت مدخلا لأشغال ومناقشات اليوم الثاني من الندوة، حيث ركز الاخ منجي عمامي في البداية على جملة المتغيرات الاقتصادية وانعكاساتها على طبيعة العمل ومفهومه وحدوده الزمانية والمكانية ليخلص بعد ذلك الى الحديث عن المناولة بشركة السكك الحديدية، حيث أوضح الاخ عمامي بأن قطاع السكك الحديدية من القطاعات التي شملتها عملية الاصلاح الهيكلي وبرنامج التأهيل عبر مراحل قامت على التخلي عن بعض الخدمات بتعلة انها ليست من اختصاص الشركة وتم اغلاق أقسام بأكملها (النجارة والميكانيك) كما تم نقل بعض الانشطة الى الخواص سواء من تونس او خارجها وكذلك الدخول في مرحلة تسريح جماعي (2200 عونا في اطار التطهير، اضافة الى المغادرة الادارية والنزول بعدد الاعوان من 7 الاف الى 4500 مع نهية العام 2006) ويستنتج الاخ المحاضر المعطيات بأن التسريح الجماعي للعملة القارين نتج عنه الاستعاضة عن المسرحين بعملة جدد عن طريق مؤسسات المناولة وسماسرة اليد العاملة وعادة ما يقتصر هؤلاء الى أدنى المؤهلات وخاصة في مجال السلامة ومسك المؤتمنات ويشتغل حاليا بالشركة وبصيغة المناولة ما يزيد عن 100 عون في اختصاصات ومراكز قارة. وعرج المحاضر بعد ذلك على الاطار القانوني للمناولة ليلحظ غياب قوانين صارمة تمنع هذه المؤسسات الثانوية من الاشتغال وتحقيق الارباح بالضغط على الاجور وبالتالي تأثر المنظومة الاقتصادية وتراجع منوال التنمية. أشكال التصدي كانت للأخوة المشاركين في فعاليات الندوة تدخلات ومناقشات مطولة حول السمسرة باليد العاملة اتفقت كلها على ضرورة البحث عن اشكال جديدة للتصدي لهذا الداء الذي ينخر المؤسسات الوطنية ويهدد مستقبلها ومستقبل العاملين بها حيث تمت المطالبة بإقرار يوم وطني للتصدي للمناولة مع دعوة النقابات الاساسية الى التصدي الى كل اشكال المناولة فيما يتعلق بمراكز الشغل القارة والدخول في نضالات متواصلة وتصاعدية حتى القضاء على السمسرة نهائيا. الصورة أصدق تعبيرا عرض خلال فعاليات الندوة فيلم قصير يصور المعانات اليومية للعمال المنتدبين من قبل سماسرة اليد العاملة للعمل في شركة السكك الحديدية، وقد كان هذا الفيلم الذي لقي تجاوبا كبيرا من الحضور كان واقعيا الى درجة اختزل فيها ضرورة التصدي للسمسرة باليد العاملة، وقد قام الاخ رضا بازين الكاتب العام للفرع الجامعي بصفاقس بتصوير هذا الشريط والقيام بالتحقيقات والاستجوابات، فشكرا للأخ رضا بازين على هذا المجهود.