تبقى قناة تونس 7 في صدارة المشاهدة رغم سعي بعضهم لاصدار أحكام مسبقة فباستثناء اشكالية «مكتوب» الذي لا علاقة للادارة الجديدة باختياره وانتاجه وتوقيت بثّه فإنّ بقيّة برمجة رمضان هذا العام بدت محترمة وفي مستوى تطلعات المشاهدين وتتماشى وطقوس هذا الشهر المبارك مثل المادة الفكهة والطريفة والبرامج الدينية.. وهي أعمال تنمّ عن ذوق رفيع في اختيار ما يناسب مشاهدي القناة ونخص بالذكر هنا السيتكوم الشعبي الناجح «شوفلي حل» الذي يبقى محافظا على توهّجه وارتفاع نسبة مشاهدته الى درجة قصوى حتى لو تمّت برمجته في ساعة متأخرة من الليل. كما يحظى برنامج «اعطيني وذنك» بالاهتمام لطرافته وأيضا «قهيوة عربي» و»ولد الطليانة» و»مدن النجوم» والمسلسل التاريخي «أبو جعفر المنصور» وأحاديث «الشيخ محمد مشفر» و»مقامات الصالحين» وما يحسب لقناة 7 هو أنّها ضبطت برمجة رمضانية واضحة ومواعيد بث ثابتة على عكس قنوات تونسية أخرى... ولئن حافظت القناة الأم على مشاهديها حتى لا يهجروها الى قنوات أخرى فإنّ قناة تونس 21 سعت إلى لفت الانتباه إليها من خلال الأعمال التمثيلية الطاغية على برمجتها خاصة العمل الدرامي الذي كان من المفروض أن يكون من نصيب القناة الأم ككل شهر رمضان من كل سنة لولا وجود سيتكوم «مكتوب» الذي كان من الأفضل عرضه خارج اطار شهر الصيام.. قناة تونس 21: «هدرة في هدرة»! بعد متابعة برمجة قناة تونس 21 لاحظنا الكم الهائل من المادة التمثيلية خاصة المستوردة على حساب البرامج الرمضانية مثل المسلسل المكسيكي «ماريانا» و»نيستور بيرما» التونسية و»نور» التركي و»الأمين والمأمون» اضافة الى سلسلة «هدرة في هدرة» التي بدت ضعيفة للغاية و»الكاميرا الخفية» المفبركة بعيدا عن التلقائية والحرفية في التعامل مع الكاميرا وهنا نتساءل هل عجزت ادارة هذه القناة على ايجاد أفكار مبتكرة لانتاج أعمال برامجية ترفيهية تتماشى وأجواء شهر رمضان حتى تغطّي أوقات بثّها بالأعمال التمثيلية والمقابلات الدولية المسجلة لكرة القدم؟! قناة حنبعل TV «طاحونة الشيء المعتاد»! أمّا عن قناة حنبعل TV فمعظم ما يقدم من نوع «طاحونة الشيء المعتاد» فالعناوين هي نفسها والأفكار تتكرّر من رمضان إلى آخر فلا ابداع ولا ابتكار مثل «حنبعل في حومتنا» الذي حافظ على أسلوب نقده المباشر مع طريقة التمثيل التي طغت عليها الرتابة باعتماد «الصياح» ورغم ذلك ظلّ لطفي بندقة ناجحا كالعادة. «بدون استئذان» والذي بدا وكأنّه حصّة جديدة «للطبخ» مع طول مدّة بثّها؟!! اضافة الى «الخيمة» و»المسامح كريم» وغيرها كلّها عناوين غير جديدة على المشاهد.. أمّا «شوف الشاف» فهي سلسلة تتماشى و»حنبعل في حومتنا» برنامج «بالمقلوب» عمل يحمل فكرة قديمة ومستنسخة فقد سبق لمحمد الغضاب أن أدّى أغنيات شهيرة بكلمات مغايرة في قناة 21 وفي الاذاعة الوطنية منذ سنوات وهو نوع من التشويه تتعرّض له روائع الأغاني العربية والتونسية بالخصوص مثل أغنية «يا زهرة» فصارت «يا كلبة» أداها جلول الجلاصي أمام فتاة لا علاقة لها بالتمثيل حيث لم يحسن المخرج رفيق المؤدب توجيهها فظلّت واقفة ثابتة في مكانها مع أنّ كلمات الأغنية «المقلوبة» بدت طويلة و»سخيفة» الى أبعد الحدود كما أنّ السيتكوم الجديد «كولوك» غير مفهوم.. فالناس تطورت وهم مازالوا يتحاورون مع «صبّاط»؟!! كل ما نرجوه هو أنّ تكون برمجة قنواتنا في النصف الثاني من رمضان أفضل بكثير ممّا نشاهده هذه الأيام.