نظمت دار الثقافة بالقلعة الكبرى بالتعاون مع اللجنة الثقافية المحلية يومي 21 و22 جوان 2008 الدورة الرابعة للملتقى الوطني لثقافة الغد. وفي تقديمه للمتلقى أشار الاستاذ نجيب بن عائشة (مدير دار الثقافة) الى أنّ «الحياة المعاصرة تتميّز بالتطور المطرد في مجال التكنولوجيا الذي أثر على الرؤى التقليدية للإنسان ولحضوره في العالم وغير القيم والعادات حتى بدأ ان الذات الانسانية صارت تعيش اغترابا جديدا رغم المكاسب المهمة التي لا يمكن التغاضي عنها المتأتية من التكنولوجيا الحديثة. وتتضح هذه الاشكالية في قطاع الاعلام خاصة المرئي منه فقد اصبحت الصورة الاداة الاولى للتبليغ والاقناع والتأثير في المتقبل تنقل الواقع وتشكله حسب اهدافها وغاياتها وتغيره وفقا لمتطلباتها فتراجع كل ماهو نظري متعال مجرد وتكثف حضور العملي المنظور المتجسد وانحسر الوجود في ماهو مرئي لا غير فهيمنت التلفزات بتدفق خطاباتها وتنوعها وانتصب الاشهار فاعلا يستبطن أدوارا مؤسساتية مختلفة ذات مرجعيات اقتصادية اساسا لم تكن الصورة السينمائية رغم خصوصياتها الجمالية والفكرية بمنأى عنها حتى يخال المرء أن الصورة صارت بمثابة الآلة الجهنمية التي ابدعها الانسان وأضحى عاجزا عن التحكم في دواليبها فهي لذلك تهدد حضوره. وامام هذه الوضعية ثمة أسئلة متعددة تفرض ذاتها: ماهي مظاهر التحول في الخطاب المرئي؟ وأي دور للمؤسسات في إنتاجه؟ ماهي صيغ الخطاب التلفزي ؟ ماهي خصوصيات الخطاب الاشهاري؟ وماهي انعكساته على الانسان والحياة؟ ماهي الاسباب الكامنة وراء انفجار بعض الظواهر الاعلامية الحديثة كالفيديو كليب؟ ما الذي يميز السنما اليوم؟ هل مازالت تحافظ على وظائفها السابقة؟ أم اتخذت لها موقعا جديدا؟ وتضمن برنامج الملتقى في يومه الاول زيارة المعرض الوثائقي حول «تاريخ السنما التونسية ومعرض الصور الفوتوغرافية» وندوة فكرية حول «الصورة السنمائية والخطاب المرئي المعاصر» وستشهد هذه الندوة تقديم مداخلات حول «اشكالية الموقع السنمائي في المشهد السمعي البصري» للاستاذ حسن عليلش و»الصورة السنمائية: الذاكرة والمرأة» للاستاذ كمال بن وناس و»السنما ضد التلفزة شريط خالد البرصاوي نموذجا» للاستاذ الهادي خليل و»المرجعيات السينمائية في الخطاب الاشهاري والفيديو كليب» للاستاذ الطاهر بن غديفة. وفي اليوم الثاني للملتقى انتظم لقاء بلا حدود حول «ثقافة الصورة» وتضمن اللقاء حوارا مفتوحا مع بعض السنمائيين الشبان الى جانب عرض أفلام قصيرة من انتاج نادي سوسة للسنمائيين الهواة (تعليلة لأنوار الحوار و»أوهام» لناجح شواري والسقف لحمزة بلحاج) وعرض افلام تخرج لطلبة المعهد العالي للفنون الجميلة والمعهد العالي للموسيقى بسوسة ويختتم اللقاء بورشة تحليل الصورة السنمائية ينشطها الاستاذ حسن عليلش.