بالتعاون مع قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية نظمت الجامعة العامة للنسيج والملابس والاحذية على امتداد يومي 18/19 أكتوبر بنزل أميلكار ندوة دراسية حول الصحة والسلامة المهنية والتأمين على المرض دعت إليها الكتاب العامين للفروع الجامعية واطارات القطاع واعدت لها برنامج عمل تضمن بالخصوص محاضرة تقنية من مختص في الصحة والسلامة المهنية ومحاضرة قانونية من رجل قانون الى جانب مداخلة للاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد للاتحاد. كيف تفاعل المشاركون مع اشغال الندوة وكيف ينظرون الى واقعهم؟ ما مدى درايتهم بالجانب القانوني للمسألة وماهي الامراض الممكن حصولها في قطاعهم؟ وماهي علاقتهم بطب الشغل وبطبيب المؤسسة وبأجهزة الرقابة؟ أين تتنزل مسألة الصحة والسلامة المهنية في الحراك اليومي للشأن النقابي؟ في التغطية بعض الاجابات: الاخ الامين العام في ندوة للصحة والسلامة المهنية في قطاع النسيج :نشاركهم مشاغلهم ولا نسمح بالهيمنة على حقوقنا وصحتنا أشاد الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد في تدخله امام المشاركين بالنقلة النوعية التي ميزت النشاط النقابي للجامعة العامة للنسيج والملابس والاحذية والتي قال انها بدأت تعطي دفعا وحركية واهتماما بمسائل مهنية طالما أغفلت في السابق نتيجة تغليب نزعة المطلبية المادية على حساب التشاريع وعلى حساب صحة العامل وسلامته المهنية. وأكبر الامين العام الجهود المبذولة من طرف قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية بالاتحاد العام الذي بات يمتلك من القدرة والامكانيات والمعلومات ما يفيد جميع العمال في كل القطاعات وفي جميع المسائل ذات العلاقة بالتغطية الاجتماعية والتأمين على المرض والصحة والسلامة المهنية. ودعا الامين العام الى ضرورة العمل على ايجاد استراتيجية عمل توجه اهدافها الى توفير ظروف ملائمة لمحيط عمل خال من كل المخاطر والامراض والحوادث باعتبار أن ثروة بلدنا الحقيقية تكمن في رأسمالها البشري وفي سواعد وعقول عمالها، وفي هذا السياق وجه دعوة للاخذ بأسباب هذا الملف في المفاوضات الاجتماعية الجاري الاستعداد لها في هذه الايام. وقال الامين العام إن اقتصادنا متحرك ومحاط بمنافسة شرسة ونحن نعيش في تفاعلاته وتقلباته ونشارك جميع أطراف الانتاج هواجسهم ومشاغلهم دون أن نسمح بالهيمنة على حقوقنا ومكاسبنا ومن ذلك صحتنا وسلامتنا المهنية. الاخ الحبيب الحزامي كاتب عام جامعة النسيج: إن ذهبت صحتنا فلا يمكن تعويضها في تحليل لواقع القطاع من حيث الاهتمام بمسألة الصحة والسلامة المهنية بين الاخ الحبيب الحزامي الكاتب العام للجامعة العامة للنسيج والملابس والاحذية أن اشتداد المنافسة في القطاع وهيمنة رأس المال والركض وراء الربح السريع والوفير جعلنا كعمال نراوح دوما في مفاوضاتنا مع أرباب العمل بين الاهتمام المفرط في تحيين الاجور على حساب مسائل هي أكثر اهمية في حياة العامل وهي مسائل تهم صحتنا وسلامتنا، فنحن نعيش في 90 من مؤسسات القطاع في ظروف مهنية قاسية ومعقدة ملأى بالامراض والحوادث التي لا نحس بخطورتها وعواقبها إلا بعد فوات الأوان وبين أن الاحساس بهذا الواقع يدفعنا اليوم الى طلب التعاون مع قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية لتأطيرنا وتمكيننا من آليات معالجة هذا الواقع المرير، ومسؤولياتنا اليوم وفي ضوء الارقام المعلنة تدفعنا ونحن على ابواب جولة جديدة من المفاوضات إلى أن تطرح هذا الملف بجدية وبحدة لأن صحة العامل إذا ذهبت لا يمكن تعويضها بينما يعوض صاحب العمل الآلة والمال وسوء و.. و.. الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد مسؤول قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية: لكي لا تبقى صحتنا رقما زائدا عن النصاب جاء في كلمة الافتتاح للاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية أن الاهتمام بجانب الصحة والسلامة المهنية هو بالاساس مسألة ثقافة ووعي وادراك للواقع المبني على عقليات همها المال والربح ولا يهم على حساب من حتى ان بعض الاطراف المتدخلة تذهب في ادراج صحة العامل ضمن اخر الاهتمامات والاولويات. وجاء في مداخلته في اليوم الثاني ان عمال قطاع النسيج والملابس والاحذية حسب ما وفرته الدراسات والاحصائيات يصابون بامراض مهنية متنوعة قد تفوق عدد ما يصاب به عمال بعض القطاعات الاخرى وأشار إلى أن حرص قسمه على توفير هذه المناسبة لقطاع النسيج ليس حدثا في حد ذاته بقدر ما يعني بداية لعمل فعلي وحقيقي لايلاء عناية فائقة بصحة العمال في قطاع تتسرب له امراض مهنية لا يمكن تشخيصها أو التفطن لها في ابانها بحكم طبيعة العلاقات الشغلية التي باتت ترتكز على العقود المؤقتة والمناولة وغيرها من اساليب المرونة الضاربة لاستقرار الشغل، وساند الاخ رضا بوزريبة دعوة الامين العام لاعتبار ملف الصحة والسلامة المهنية هاجسا أساسيا على طاولة التفاوض في المفاوضات الاجتماعية المالية وأعلن ان قسمه يضع كل امكاناته العلمية والمادية على ذمة الوفود النقابية التي ستدير هذه المفاوضات. الاستاذ لطفي قحواش (معهد الصحة والسلامة المهنية): تجذير الوعي والثقافة في مداخلة تقنية كانت مسبوقة بعرض شريط وثائقي خاض الاستاذ لطفي قحواش من معهد الصحة والسلامة المهنية بتونس في المفاهيم الاساسية التي تساعد على التصرف في هذا الملف بوعي وحذق حيث بوب المسألة الى أهداف رئيسة ورهانات وتحديات وشد المشاركين بتحاليل وشروح مست الواقع المعيش في اغلب القطاعات التي لا تزال تعاني من انعدام الوعي والثقافة بمحيط العمل وظروفه الصحية والمهنية ولاقت مداخلته العديد من الاسئلة تمت الاجابة عنها في حدود ما توفر لديه من معلومات. الاستاذ الطاهر يحيى : ثغرات القانون والواقع المعيش مقابل هذه المداخلة التقنية حاضر الاستاذ المحامي الطاهر يحيى في الجانب القانوني للمسألة حيث حلل مفهوم حادث الشغل والمرض المهني والاشخاص الخاضعين لقانون 94/28المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل والامراض المهنية في القطاع الخاص. واستعرض المبحث المتعلق بتسوية نزاعات حوادث الشغل والامراض المهنية عبر التسوية الآلية والرضائية او التسوية القطاعية وضمن السياق ابرز الثغرات التي برزت من خلال الواقع المعيش بعد مرور اكثر من 10 سنوات على صدور القانون 28 / 94 ولاحظ أن لا احترام من أغلب المتدخلين لمعايير الصحة والسلامة المهنية سواء من خلال التشريع الوطني أو من خلال الاتفاقيات الدولية وأضاف ان هناك لا مبالاة بمراجعة قائمة الامراض المهنية رغم التنصيص القانوني عليها والتي يفترض ان تراجع كل ثلاث سنوات مما يتيح توافر أمراض جديدة لا يقع التصريح بها لتدرج ضمن القائمة. وشرح ابعاد عدم توافق نظام حوادث الشغل مع نظام حوادث المرور والحال أن الضرر الادبي والمعنوي يحصل في هذا وذاك. طب الشغل وطبيب المؤسسة : متهمون الى أن يأتي ما يخالف ذلك المشاركون في الندوة أثاروا تساؤلات تبرز في واقعهم لكن هيمنت على قضايا كانت دوما من قبيل الملحق ان شاء الله (الادواش وقاعات الاستراحة وزي الشغل ورخصة الامومة) البعض كان أكثر فطنة ووعيا واستلهم من مداخلات المحاضرين فسألوا عن مجامع طب الشغل ودور متفقدي طب الشغل ويبقى طبيب المؤسسة دوما في قفص الاتهام وسألوا عن الفرق الكامن بين حادث شغل وحادث مرور اثناء الذهاب أو العودة من العمل وسألوا عن كيفية التشخيص المبكر للمرض المهني وتساءلوا عن نوعية الامراض التي قد تصيب عمال القطاع وعن عدم حرص المؤسسة على الفحوصات البدنية حال مباشرة العمل وعن عدم الاعتراف بالمرض بعد مغادرة العامل للمؤسسة... وتساءلوا عن دور الصناديق الاجتماعية... تساؤلاتهم كانت محور إجابات لخصها التقرير الختامي. أرقام أمراض مهنية يعد قطاع النسيج والملابس والاحذية من أكبر القطاعات المسجل بها خلال سنة 2006 مائة وتسعة وخمسون إصابة بمرض مهني. سجل القطاع خلال سنة 2005 نسبة 41 من مجموع الامراض المهنية التي وردت على مصالح الصندوق الوطني للتأمين على المرض. في إحصائية غير باتة سجل القطاع خلال سنة 258 حالة مرض مهني. حوادث شغل سجلت سنة 2006 / 45.397 حادث شغل منها 42.773 وقعت بمكان العمل و2624 بالطريق. سجلت سنة 2006 نسبة ارتفاع في حوادث الطريق تقدر ب 12.8 مقارنة بسنة 2005. الحوادث القاتلة أثناء الذهاب للعمل أو العودة الى المنزل بلغت سنة 2006 أكثر من 179 حادثا. نسبة 54.4 من هذه الحوادث تقع بالصناعات المعملية التي منها قطاع النسيج والجلود.