في اجواء منعشة واحتفالية مفعمة بالامل والتطلع الى حياة العز والرفاه احتفل الشغالون في تونس بالعيد العالمي للشغل، كل الجهات كانت لها لقاءات بالعمال بهذه المناسبة التي تخلد نضالات العمال من اجل تحقيق المطالب المشروعة ومن اجل الكرامة والحق في الشغل والاطمئنان على المستقبل. الاحتفالات في جهة تونس الكبرى احتضنتها بورصة الشغل بالعاصمة حيث التأم حشد عمالي كبير حضرته جموع غفير من الاطارات النقابية المحلية والجهوية وتخللته معزوفات موسيقية ملتزمة الى جانب العديد من الشعارات والهتاف بحياة الاتحاد وباستقلاليته وبالديمقراطية بين مختلف ابنائه بالفكر والساعد... بورصة الشغل بالعاصمة عاشت حركية غير عادية يوم غرة ماي 2007 حيث غصت ساحتها وقاعة الاجتماعات بها بالمئات من النقابيين والعمال جاؤوا من تونس وبن عروس واريانة ومنوبة للاحتفال بهذا العيد الذي اصبح مناسبة لاستخلاص العبر من تضحيات العمال في عدة بقاع من العالم قدموا الغالي والنفيس من اجل كرامة العامل وحقه في الشغل وفرض قوة القانون والقطع مع الاستغلال وهضم الحقوق وضرب العمل النقابي والاعتداء على الحريات وحقوق الانسان. التجمع العمالي الذي اشرف عليه الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد، حضره اعضاء المكتب التنفيذي الوطني والكتاب العامون للجامعات والنقابات العامة والكتابة العامون للاتحادات الجهوية للشغل كما حضره عدد من قدماء النقابيين ومن ابناء الاتحاد الذين تحملوا المسؤولية النقابية في فترات سابقة. الاخ توفيق التواتي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس افتتح التجمع العمالي بالترحيب بالاخ الامين العام وبكل الحاضرين الذين غصت بهم القاعة وهتفوا عديد المرات بحياة الاتحاد وبنضاليته وبدوره عبر مسيرته المليئة بالتضحية من اجل حفظ كرامة الشغالين والذود عن عزة تونس ومناعتها كما هتفوا مساندين المقاومة في فلسطين والعراق بالخصوص وبالتصدي لمحاولات بعض الدول العظمى لبسط نفوذها على عدد من الدول الاخرى واخضاعها لارادتها... الاخ توفيق التواتي اكد انه بوحدة الصف يمكن التصدي للغلق والطرد داعيا الى ضرورة تشريك الاتحاد في الملفات الكبرى وخاصة تلك التي تهم العمال كمراجعة انظمة التغطية الاجتماعية واوضاع صناديق الضمان الاجتماعي وغيرها من الملفات الهامة والمصيرية كما عبر عن مواصلة الدعم للمقاومة في فلسطين والعراق ولكل قوة التحر والانعتاق في العالم... * منظمتكم بخير في مستهل كلمته هنأ الاخ عبد السلام جراد عمال تونس بعيد الشغل العالمي مبينا ان الاتحاد العام التونسي للشغل إحتفل بهذا العيد الذي يرمز الى التضحية والنضال منذ تأسيسه مؤكدا انه عيد الكرامة والعزة والحرية وحقوق الانسان وتوجه الاخ الامين العام للاتحاد بتحية اكبار وتقدير واجلال بهذه المناسبة الى مؤسسي الاتحاد ورواده الافذاذ مؤكدا بقاء النقابيين على الدوام اوفياء لرموز حركتهم النقابية والوطنية ورموز اتحادهم الذي ولد من وجدان الشعب التونسي لحما ودما وولد حرا ومستقلا وديمقراطيا ومناضلا من اجل كرامة الانسان والدفاع عن حقوق العمال ومطالبهم المشروعة كما اكد ان الاتحاد يبقى ممثلا للشغالين بالفكر والساعد والفضاء الرحب الذي يتسع لاحتضان كل ابنائه مهما اختلفت اراؤهم وتعددت مشاربهم لان غطاؤهم يبقى دوما نقابيا صميما، واضاف الاخ الامين العام مخاطبا الحضور نحتفل اليوم عن جدارة لان الاتحاد هو المرجعية الوحيدة للتمثيل النقابي في المجتمع التونسي. وقال الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد كسب عدة مواقع في الخارج صلب المنظمات النقابية الاقليمية والدولية وحاز ثقة المنظمات النقابية الشقيقة والصديقة واصبح يتمتع بسمعة طيبة بفضل مواقفه الثابتة من قضايا العدل والمساواة والتحرر ونصرة المظلوم والوقوف ضد محاولات الهيمنة ومحاولات التسلط على الآخرين التي تحاول بعض الدول فرضها على دول ضعيفة خدمة لاهدافها ومصالحها لا لخدمة للشعوب المعنية. وذكّر الاخ عبد السلام جراد بمساهمة الاتحاد في معركة التحرير ومعركة البناء والتشييد واقامة الدولة التونسية المستقلة والحديثة، وانه قدم التضحيات من اجل الوطن وعزته ومناعته كما اكد ان الاتحاد نضال من اجل حقوق وملفات عمالية في إطار حوار اجتماعي متواصل وفي إطار سياسة تعاقدية حققت الكثير من المكاسب لفائدة العمال لأنها ارتكزت على التشاور بين الاطراف الاجتماعية وانبنت على الحوار والتفاوض.. وخطاب الاخ الامين العام للاتحاد النقابيين والعمال الحاضرين قائلا لقد حققتم الكثير من الانجازات والمكاسب بفضل الانسجام القائم بين الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية للشغل وباقي الهياكل النقابية ونضالاتكم كانت مشروعة. وشدد الاخ عبد السلام جراد من جهة اخرى على ان الاتحاد تمسك بثوابته في كل المراحل التي مرت بها المنظمة الشغيلة بالديمقراطية كخيار لا تنازل عنه وحتى يكون اداء المنظمة في مستوى انتظارات وآمال وتطلعات ابنائها الشغالين بالفكر والساعد. وتحدث الاخ الامين العام للاتحاد عن المكاسب والانجازات وعن التشريعات الاجتماعية الرائدة عن العلاقة الشغيلة التي اصبحت تنظمها قوانين وتخضع الى التفاوض والحوار بعيدا عن كل اسقاطات مؤكد ان القرارات النقابية نابعة من الهياكل النقابية دون سواها، ذلك ان الكلمة الاولى والاخيرة تعود الى النقابيين دون سواهم وان هذه القرارات تحسم في الاطر النقابية ومن قبل القواعد مضيفا اننا في هذه المنظمة ذات المستوى الرفيع من النضال من اجل تحقيق المطالب العمالية المشروعة ومن اجل المساواة والعدالة الاجتماعية وحماية العمال المسرحين واعادة ادماجهم في الحياة الاقتصادية والتصدي لغلق المؤسسات والطرد التعسفي والتضييق على المسؤولين النقابيين. واضاف مخاطبا النقابيين والعمال انتم الدرع الواقي لمنظمتكم والمحافظ عليها وعلى ثوابتها واهدافها النبيلة وعلى تكريس الديمقراطية صلبها متقدما بالتحية الى نواب مؤتمرات الاتحاد بكل من جربة والمنستيرالذين اختاروا الديمقراطية كخيار للتعامل وهو خيار صائب ومسؤول الى جانب الشفافية في المواقف والتوجهات. وبعد ان تحدث عن المكاسب والانجازات تطرق الاخ الامين العام الى اهم الملفات ذاكرا بالخصوص ملف التأمين على المرض والذي سيبدأ العمل بالاتفاق الحاصل حوله في جويلية القادم الى جانب ملفات اخرى تحظى بالاهتمام والعناية كملف المناولة والافراق وسيعمل الاتحاد على ضمان حقوق الشغالين وعدم التفريط في مكتسباتهم وعدم المسّ من العلاقات الشغلية. وعن الاتفاقية الدوليةعدد 135 قال الاخ عبد السلام جراد سنعمل على ان تكون ملاءمتها مع القانون التونسي لا تمس بجوهر مضمونها اي ان تتماشى الملاءمة مع روح الاتفاقية كما اكد عزم الاتحاد التصدي لغلق المؤسسات وطرد العمال لاسباب واهية. الاخ الامين العام تحدث عن الشباب الحامل لشهادات عليا وعن حقه في الشغل الى جانب حرص الاتحاد على العمل من اجل الحد من البطالة للحد من اثارها السلبية وانعكساتها على الوضع الاجتماعي عموما والذي يشهد استقرارا محمودا. من جهة اخرى اكد الاخ عبد السلام جراد ان الشباب العامل عماد المستقبل وهو حامل المشعل ويمثل حلقة الترابط بين مختلف اجيال المنظمة الشغيلة وهو الضامن لديمومتها واستمرارها في أداء رسالتها النبيلة... على مستوى آخر اعلن الاخ الامين العام للاتحاد ان الاتحاد بدأ التحضيرات لخوض غمار جولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية داعيا الجميع الى الاستعداد لانجاح هذه المحطة الهامة وأكد ان الاتحاد متماسك وهو يعمل في كنف الوحدة والاخوة ويدافع عن الحريات العامة والفردية وعن اعلام حر ونزيه يعطي الاضافة وينير السبيل الى جانب دفاعه عن مطالب منظوريه وعن الملفات الاجتماعية كالضمان الاجتماعي والصناديق والصحة والسلامة المهنية. وجدد الاخ الامين العام للاتحاد دعم المنظمة الشغيلة للقضايا العربية وبالخصوص قضية فلسطين العادلة ودعم مقاومتها الباسلة والمقاومة في العراق الصامد في وجه الالة العسكرية الغازية وفي كافة ارجاء الوطن العربي في لبنان وسوريا والسودان. وأكد ان الاتحاد يوظف كل علاقاته الدولية المتميزة لخدمة قضايا الامة العربية وقضايا العدل والتحرر في العالم. وختم خطابه الذي قوطع عديد المرات بالهتاف بحياة الاتحاد وبرواده الافذاذ امثال حشاد والتليلي وعاشور ومن قبلهم محمد علي الحامي «منظمتكم في ايديكم وامانة عندكم فحافظوا عليها وكل عام وانتم وكافة العمال وتونس بخير».