«إن حملات التشويه التي تستهدف الاتحاد العام التونسي للشغل لا تثنيه عن الاضطلاع بدوره الوطني في حماية تونس عبر تفعيل مبادرته للخروج من الأزمة». هذا ما أكده الإخوة أعضاء مجلس القطاعات المجتمع يوم الجمعة 16 أوت 2013 بمقر الاتحاد برئاسة الأخ حسين العباسي الأمين العام وحضور الإخوة الأمناء العامون المساعدون سامي الطاهري وأنور بن قدور وكمال سعد وحفيظ حفيظ وقاسم عفية وسمير الشفي. لقاءات ومبادرة وذكر الأخ الأمين العام لدى افتتاحه لأشغال المجلس أن الوضع السياسي قد انعكس سلبيا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهو ما انعكس على واقع النقابيين الذين تحملوا مزيدا من الأعباء نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي. وبين الأخ الأمين العام أن الوضع الخطير للاقتصاد التونسي، وضع الاتحاد في نفس الخندق مع اتحاد الصناعة والتجارة نظرا للتهديد المحيط بالمؤسسات الاقتصادية ورجال الأعمال. وأمام الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمخاطر التي تهدد تونس فان الاتحاد لم يكن ليرضى بالفرجة من بعيد ولذلك كانت المبادرة التي تقدم بها والتي أخذ? بعين الاعتبار مصلحة البلاد ومختلف مواقف الأطراف السياسية. ووضح أن المبادرة تضمنت الإبقاء على المجلس التأسيسي رغم انه لم يستجب إلى انتظارات الشعب التونسي مع ضرورة تحديد مدة عمله والمواضيع التي يجب أن يطرحها. وبين الأخ حسين العباسي أن الاتحاد طرح في نفس الوقت حكومة كفاءات وطنية غير معنية بالاستحقاقات القادمة خاصة بعد فشل الحكومة بكل المقاييس. ووضح الأمين العام أن الحوارات لم تفضِ إلى وجود تنازلات من هذا الطرف آو ذلك مبرزا أن الاتحاد لم يلعب دور الوساطة باعتباره معنيا من الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأكثر المتأثرين به. وبين أن الاتحاد أصبح مستهدفا عبر حملات التشويه والافتراء والتضليل التي تمارسها بعض الأطراف في محاولة يائسة لتدجينه. واعتبر الأخ الأمين العام أن الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة عريقة ومتماسكة لا ترضخ لأي طرف ولا يربكها التهديد والوعيد والأساليب القذرة ولا تسمح لأحد بتوظيفها. حملة تشويه والتقاء وندد النقابيون المشاركون في أشغال المجلس بحملات التحريض ضد الاتحاد التي تقام في المساجد وبالاتهامات الباطلة التي تستهدف الاتحاد في محاولة لتشويهه. واستنكروا التهديدات بالقتل والتصفية التي طالت النقابيين. كما بينوا أن الاتحاد ليس حزبا سياسيا ولا تحركه غايات سياسية بل تعنيه مصلحة البلاد التي طالما عمل على صونها والحفاظ عليها. واعتبر النقابيون أن الاستمرار في الوضع الراهن أصبح غير ممكن وان الحكومة فشلت وان الواقع أصبح يقتضي تفعيل مبادرة الاتحاد معتبرين أن المبادرة التي تقدم بها الاتحاد ليست اقتراحا بقدر ما هي?حل للازمة الخانقة التي تعيشها البلاد وهو ما يستوجب العمل على تفعيلها. وثمن النقابيون الالتقاء الحاصل بين اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة على أرضية اجتماعية داعين إلى مزيد تعزيزه. وشدد النقابيون على أهمية وحدة الصف الداخلي للاتحاد وضرورة تغليب الانتماء إلى المنظمة على الحسابات الحزبية الضيقة مبرزين أن الاتحاد يتسع للجميع باعتباره منظمة وطنية جامعة تحتضن الجميع على قاعدة احترام الأطر والهياكل والقانون والمبادئ التي تأسس على قاعدتها الاتحاد. ووضح المتدخلون أن الاتحاد منظمة وطنية عريقة لعبت دورا وطنيا على امتداد تاريخ البلاد مستنكرين محاولة البعض إلغاء دوره وحصره في مربع المطلبية. ودعا المشاركون في أشغال المجلس القطاعي إلى ضرورة تنظيم تحركات لتفعيل مبادرة الاتحاد. واعتبر النقابيون أن الاقتصاد التونسي في وضع كارثي وانه مهدد بالعودة إلى الاقتصاد الريعي. حيث أصبح الاقتصاد قائما على التهريب والاقتصاد الموازي وكل ما من شانه ضرب مقومات الاقتصاد التونسي وإلغاء دور الدولة وفق مشروع قروسطي متخلف. ووضح المتدخلون أن هناك نية لضرب النمط المجتمعي ودعوا إلى ضرورة التشهير بهذه الممارسات الهادفة إلى التلاعب بالاقتصاد التونسي. واعتبر عدد من المتدخلين أن الوقت الذي يمر لا يخدم مصلحة تونس وان الحل يجب أن يكون في اقرب الآجال حتى لا يبلغ الاقتصاد التونسي مراحل لا يمكن إصلاحه خلالها بسهولة. كما تناول النقابيون في مداخلاتهم فشل الحكومة الحالية في إدارة البلاد مما يجعل من مطلب رحيلها أمرا أكيدا منبهين إلى خطورة التعيينات الأخيرة التي لم تقم على الكفاءة وإنما على الولاءات الحزبية. مسؤولية واعتبر الأخ حسين العباسي أن الوضع الداخلي للاتحاد جيد عموما وانه من الطبيعي أن يتأثر الاتحاد بالوضع العام خاصة بعد توسع قاعدته الجماهرية وانضمام قطاعات جديدة مبرزا أن مسؤولية الاتحاد كبيرة في تاطير الأعداد المتزايدة من النقابيين. ووضح الأخ الأمين العام أن الاتحاد متماسك. ودعا النقابيين إلى مزيد الحركية والديناميكية والعمل المشترك بين القطاعات والجهات وتكثيف الاتصالات الميدانية باعتبارها أهم الوسائل لمقاومة كل من يحاول ضرب الاتحاد أو المس من استقلاليته أو بث الفتن أو ترويج أخبار زائفة ومسمومة. ووضح الأخ حس?ن العباسي أن الاتحاد ليس في لحظة فرز وان الأساسي الآن هو دعم وحدة النقابيين. ووضح الأخ الأمين العام أن الاتحاد مستهدف مبرزا كثرة المحاكمات التي طالت النقابيين. واعتبر أن كلمة مقاومة الفساد كلمة حق أريد بها باطل خاصة وان الفساد الحالي أكثر من أي فترة أخرى. حيث اتخذت تعلة لتصفية النقابين وافتعال القضايا ضدهم. وبين أن تقرير لجنة تقصي الحقائق استهدف النقابيين دون سواهم وان القطب القضائي يقطّر القضايا على المسؤولين النقابين مثل الأخ الأمين العام السابق عبد السلام جراد والأخ مختار الحيلي بهدف النيل من الاتحاد وتشويهه والتشكيك فيه وتجييش الرأي العام ضده خاصة أن اغلب القضايا مفتعلة. ودعا ?لأخ حسين العباسي النقابيين إلى التنسيق بين الهياكل والتشاور والتواجد الميداني الدائم وبين النقابين والعمال والتنسيق مع القواعد والتنسيق مع مكونات المجتمع المدني وتقوية الصلة مع مكوناته ومزيد توسيع التحالفات. ووضح الأخ الأمين العام أن المسؤولية خطيرة وكبرى وهو ما يجعله يتوجه إلى النقابيين بنداء بضرورة التجند والحذر والانتباه وعدم الانسياق وراء محاولات الاستفزاز معتبرا أن البلاد في خطر وان المنظمة في خطر. كما دعا الأخ الأمين العام إلى ضرورة التشبث بالوحدة وبمبادئ الاتحاد وثوابته والدفاع عن استقلالية القرار د?خله مبرزا أن المسؤولية كبرى وان البلاد في حاجة للنقابين لان نجاح مبادرة الاتحاد التي تمثل الحل الوحيد للخروج بالبلاد من الأزمة الحالية. وبين الأخ الأمين العام أن الاتحاد يحافظ دائما على الحياد غير انه يتقاطع مع كل الأطراف وان تقديره للتقاطع يختلف من طرف إلى آخر. وكان المجلس قد ندد في بداية أشغاله بالعنف الذي رافق فض الاعتصامات في مصر مشيرا إلى انه الخيار الاسوء على اعتبار أن اللجوء إلى العنف لا يحل المشاكل بل يزيد في تعميقها. وترحم المجلس على أرواح الشهداء متمنين أن ينهض الشعب المصري وان تحقق دول التحول العربي انطلاقة جديدة قائمة على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
