أسدل الستار مساء السبت 31 مارس المنقضي على فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمعرض صفاقس لكتاب الطفل بعد مضي احدى عشر يوما التقى خلالها الاطفال في رحلة شيقة مع الكتاب واستمتعوا بالعروض التنشيطية المتنوعة، وبالحكايات التونسية والمغاربية والعربية. دورة أولى بعد الثورة المجيدة انقضت، وشمعة جديدة أطفئت في عمر هذه التظاهرة التي ترنو إلى رسم تصورات ثقافية مغايرة، ونحت رهانات جديدة تقطع مع ثقافة «تسطيح» الوعي لعلّها تساهم في مزيد تجذّرها وطنيا، ودعم اشعاعها دوليا... دورة حضر فيها الجيش التونسي وغاب عنها وزير الثقافة، ولم يواكب فعالياتها المندوب الجهوي للثقافة بصفاقس... إقبال فاق التوقعات شهدت الدورة التاسعة عشرة إقبالا مكثفا فاق التوقعات في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد على مختلف الاصعدة، ومثّلت هذه التظاهرة فرصة لإشباع رغبة أطفال تونس المتلهفين للجديد في عالم الكتاب، والرائق من الفنون وألوان التنشيط، كما سعت ادارة المعرض الى تأثيث فضاءات بندوات ومنتديات متعددة لعل ابرزها ندوة فكرية دولية حول «صورة المرأة في المنتوج الثقافي الموجه للطفل: الشفوي والمكتوب نموذجا» تحت اشراف وحدة البحث في ثقافة الطفل التابعة لجمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل، ويوما دراسيا تحت عنوان «الحقوق الثقافية للطفل: الطفل متلقّيًا.. الطفل مبدعا» بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة والاسرة والمصلحة الجهوية للطفولة بصفاقس اضافة الى لقاء فكري حول «الكتاب واعادة صياغة وعي الطفل»، ومائدة مستديرة تمحورت حول «الأشرطة المرسومة» بالتعاون مع نادي السينما الطاهر شريعة. فضاءات على إيقاع الثورة شارك في الدورة 19 اكثر من 60 عارضا لدور نشر من تونس ومن دول شقيقة وصديقة وضعوا على ذمة الزوار اكثر من 23 ألف عنوان، وحوالي مليون 150 ألف نسخة، هذا إلى جانب الاجنحة التي خصصت للتعريف بتجارب عدد من منظمات المجتمع المدني الناشطة علي المستويين الوطني والعربي في مجالات نشر ثقافة الكتاب، والترغيب في المطالعة، والتشجيع على القراءة، وتلك المهتمة بقضايا الطفولة، وفضاء «فنون الثورة» الذي تضمن ورشة «طفل يكتب فوق جدار»، و«فن الكاريكاتير» للفنانين توفيق عمران وليليا هلول، و«المدونات والتواصل عبر المواقع الاجتماعية»، وعرض تكريمي للفرقة الموسيقية العسكرية للموسيقى النحاسية التابعة لفوج «الشرف». المعارض المتخصصة كان لها نصيب في هذه الدورة يمكن ان نذكر من بينها معرض «ذاكرة الثورة» الذي قدّم صورا ومشاهد نادرة التقطت إبان ثورة 14 جانفي بالاشتراك مع دار الشباب بصفاقس، ومعرض «نخيل وكلمات» تحية إلى روح الأديب محي الدين خريف، ومعرض ثالث لرسوم الفنان المصري الراحل محي الدين اللباد تحت عنوان «نظر». أبعاد ثقافية واجتماعية في نطاق انفتاحه على المعتمديات المجاورة برمجت ادارة معرض صفاقس 28 رحلة لمختلف المؤسسات التعليمية بالجهة شارك فيها حوالي 2500 طفل قدموا من 12 معتمدية من بينهم أطفال قرية «الآس أو آس» بالمحرس، في حين بلغ عدد الزوار الذين تمتعوا بالدخول المجاني زهاء 30 ألف شخص، كما بادرت جمعية المعرض بتركيز نواة مكتبة بعمادة «صبيح» من معتمدية الصخيرة، وبتوزيع عدد من الكتب على الأطفال المقيمين بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، فضلا عن تخصيص جناح مجاني لجمعية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس لعرض منتوجاتها، والتعريف بأنشطتها. إلى الدورة العشرين دورة نظمت بمجهود لكن غاب الاجتهاد حافظت التظاهرة على شكلها المعهود وهو ما بدا للمنظمين لذا انطلقت الاستعدادات للدورة العشرين لمعرض صفاقس لكتاب الطفل بتوزيع الملف الصحافي للدورة المنقضية، ودعوة الناشرين الى ابداء ملاحظاتهم وآرائهم، والشروع في عقد جلسات تقييمية مع موفى شهر افريل الجاري مع الاعلاميين والناشرين والهياكل المختصة.